كسر العناق والقبلات بين الرئيس سعد الحريري ووزير العدل أشرف ريفي في مهرجان «البيال»، الجليد الذي تراكم بسرعة بينهما منذ انسحاب ريفي من جلسة مجلس الوزراء يوم الخميس الفائت احتجاجا على عدم مناقشة بند تحويل قضية ميشال سماحة الى المجلس العدلي، وما تلاها من تغريدة للحريري على «تويتر» قال فيها: «إن موقف ريفي لا يمثلني».
ويرى مقربون من الطرفين أن حرص الحريري على معانقة ريفي في المهرجان، كان بمثابة «تطييب خاطر» لوزير العدل وتأكيد ضمني على احتضانه، الأمر الذي دفع بريفي الى زيارة بيت الوسط، مساء أمس، حيث عقد لقاء مع الحريري استمر زهاء الساعتين بحضور النائب أحمد فتفت، جرى خلاله «غسل قلوب» وتوضيح كل الملابسات التي حصلت، لا سيما ما تم نقله مؤخرا الى الحريري قبل وصوله الى بيروت.
ويبدو أن سوء التفاهم الذي حصل بين الحريري وريفي كان نتيجة الصراعات الداخلية بين الأجنحة الزرقاء، التي يحاول كل منها التقرب من «زعيم المستقبل» وإظهار ولائه له على حساب الآخر، حيث كان الحريري تلقى تقارير عدة عن وزير العدل تشير الى سعيه نحو الاستقلالية السياسية، والى انتقاده الدائم للحريري في مجالسه الخاصة على المواقف السياسية التي يتخذها.
وعلمت «السفير» من مصادر «مستقبلية» أن الخطوة التي أقدم عليها ريفي لجهة الانسحاب من مجلس الوزراء كان متفقاً عليها في الاجتماع الذي عقد في السعودية وضم آنذاك الحريري وريفي والرئيس فؤاد السنيورة ووزير الداخلية نهاد المشنوق والنائبين سمير الجسر وأحمد فتفت. حيث إن الاجتماع كان مخصصا لبحث تحويل ملف ميشال سماحة الى المجلس العدلي، وقد طرأت عليه «مشهدية معراب» التي أزعجت الحريري، وانعكست توترا على الاجتماع.
ولدى مناقشة قضية سماحة وإمكانية عدم القدرة على تحويلها الى المجلس العدلي، طرح المجتمعون لجوء وزراء «تيار المستقبل» الى الاستقالة احتجاجا، الأمر الذي من شأنه أن يعيد التعاطف الشعبي معه، وبعد مناقشات مستفيضة توافق المجتمعون على عدم جدوى الاستقالة، وعلى ضرورة استمرار المواجهة من الداخل، وعلى أن يقوم وزراء «المستقبل» بالانسحاب من جلسة الحكومة وتعليق مشاركتهم.
وقد شارك ريفي في جلسة مجلس الوزراء يوم الخميس الماضي حيث تم طرح البنود تباعا ولم يأت دور بند قضية سماحة، فتمنى رئيس الحكومة تأجيل البحث في هذا البند الى جلسة يوم الخميس 11 شباط على أن تكون جلسة الأربعاء في 10 شباط مخصصة للبحث في أمور المالية العامة.
وبناء على ذلك حرص ريفي على العودة من سفره ليل الأربعاء ـ الخميس الفائت، للمشاركة في جلسة مجلس الوزراء لكنه فوجئ بأنه تم تجاهل بند سماحة على حساب طرح بنود من خارج جدول الأعمال، الأمر الذي دفعه الى الانسحاب من الجلسة، لكنه فوجئ بعدم انسحاب وزراء «المستقبل» بحسب الاتفاق في السعودية، وتبين بعد ذلك أن عشرات الرسائل السريعة وصلت الى هاتف الرئيس الحريري تتضمن الكثير من التحريض على ريفي، فضلا عن طرح مخاوف من إمكانية أن يؤثر ذلك على تفجير الحكومة من الداخل، الأمر الذي دفع الحريري الى التبرؤ من موقف ريفي.
ويشير مقربون من وزير العدل الى أن ردة فعله العنيفة في مجلس الوزراء كانت استباقاً لصدور الحكم على سماحة عن محكمة التمييز العسكرية، لأن تحويل القضية الى المجلس العدلي يكون خلال المحاكمة وليس بعد النطق بالحكم.