IMLebanon

جولة الحريري اشبه ما تكون «بالواجب الزوجي»

في ظل الاجواء الايجابية التي اضفتها حركة الرئيس سعد الحريري بمبادرته الرئاسية التي حركت المستنقع السياسي الراكد، يبدو وفق الاوساط الضليعة في الكواليس ان الجلسة المرتقبة في نهاية الجاري لن تنتج رئيسا صنع في لبنان لعدة اسباب يأتي في طليعتها الغموض في موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري اضافة الى اتساع الحرائق في المنطقة من سوريا وصولاً الى اليمن مروراً بالعراق في ظل المواجهة بين الجبارين الاميركي والروسي التي تهدّد بصدام عسكري قاتل بطريقة مباشرة او غير مباشرة كون موسكو لا تمزح ومعركتها في سوريا هي حرب استباقية ضد الارهاب التكفيري منعاً لانتقاله لاحقاً الى الدول الاسلامية التي كانت منضوية تحت عباءة الاتحاد السوفياتي السابق، فالتجربة الشيشانية ماثلة بقوة في ذاكرة الدب الروسي ولن يسمح بتكرارها خصوصاً وان الالاف من تكفيريي «داعش» الذين يشكلون العمود الفقري لـ«الدولة الاسلامية» هم من المقاتلين الشيشانيين والاذريين والكازاخيين، ما يحتم على روسيا اللجوء الى الحل العسكري للقضاء عليهم، وقد بدا الامر واضحاً من خلال «الفيتو» الروسي في مجلس الامن الذي اطاح بالمبادرة الفرنسية حيال حلب كون السماح لآلاف المسلحين التكفيريين المتحصنين في احيائها الشرقية يعني انتقالهم الى اماكن اخرى في سوريا ليصار الى قتالهم لاحقاً وهذا الامر مرفوض من العاصمة الروسية.

وتشير الاوساط الى ان الحريري اثناء لقائه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف واثارته ملف الاستحقاق الرئاسي معه طالباً المساعدة لاقفال هذا الملف بالضغط على ايران لحلحلة العقد، لمس من لافروف وبشكل واضح وصريح ان الامور جميعها معلقة على نتائج المعارك في سوريا وان الهم الروسي اكبر بكثير من رئاسة الجمهورية في لبنان كونها تفصيل صغير في «اجندة» الكبار هذا اذا كان الامر مدرجاً في الاصل عليها، وفيما يستعد الحريري لجولته الخارجية التي سيزور فيها تركيا والسعودية آملاً في الوصول الى انتاج رئيس للجمهورية من خلال السير بالجنرال ميشال عون، ربما قد يسمع نفس الجواب الروسي، فتركيا الغارقة في مشاكلها الداخلية وتدخلها في سوريا ليس لديها اية اجوبة حول اغلاق الملف الرئاسي كون دورها على الساحة المحلية لا يتعدى علاقتها مع جزء صغير من الشارع السني، اضافة الى ان اهتمامها ينصب حول مشاركتها في معركة الموصل والرفض العراقي لذلك وتهديد الجيش العراقي والحشد الشعبي بقتالها اذا تدخلت في العراق ومساواتها «بداعش».

وتضيف الاوساط ان الحريري لن يلقى جواباً من السعودية حيال مبادرته الرئاسية اكثر مما اشيع نقلاً عن صحيفة «عكاظ»، فالمملكة الغارقة في وحول اليمن لا يعنيها الوضع اللبناني في العمق وعدم تعيينها سفير لها في بيروت مكتفية بقائم الاعمال في السفارة يؤكد ذلك اضافة الى تورطها في مجزرة بقصف طائراتها مجلس عزاء، ما دفع واشنطن الى اعادة النظر بدعمها في حربها ضد اليمن، اضافة الى ان العاصمة الاميركية غارقة في الانتخابات الرئاسية حيث ينعدم قرارها في الامور الخارجية في انتظار ادارة اميركية جديدة بعد عملية التسلم والتسليم بين الرئيس الاميركي باراك اوباما ومن سيفوز في المعركة الرئاسية في كانون الثاني المقبل، وربما هذا الامر يوضح الغياب الكلي  للسفيرة الاميركية عن المسرح المحلي ما يعني ان «الوحي» الرئاسي لن ينزل على المعنيين قبل انحسار غبار الرئاسة الاميركية، واذا كانت جولة الحريري الخارحية اشبه ما تكون بالواجب الزوجي، فان اللاعبين المحليين سيبقون في غرفة الانتظار وان خلافاتهم لا تتيح انجاز الاستحقاق الرئاسي وهذا ما يفسر كلام البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في عظة الاحد التي جاءت ملحقاً للعظة التي كادت تشعل خلافاً بين بكركي وعين التينة.