IMLebanon

الحريري: المملكة العربية السعودية على حق وعلى «حزب الله» أن يعود للبنان

ما قاله الرئيس سعد الحريري أمام وفود وفعاليات كان أصدق كلام يمكن أن يقوله مسؤول كبير عنده ثقة بنفسه وبجمهوره، رجل يتمتع بالرجولة والشهامة والصدق والذي أصبح اليوم حالاً نادرة خصوصاً في السياسة، والأمثلة أكثر من أن تُعَد وتحصى.

نعود الى كلام الرئيس الحريري انّ المملكة العربية السعودية التي ما قصّرت يوماً واحداً في دعم لبنان مالياً وسياسياً واقتصادياً، المملكة التي فتحت أبوابها للبنانيين لكي يؤمنوا العيش الكريم ويرسلوا الأموال لأهاليهم في لبنان لكي يتدبّروا أمورهم المعيشية والحياتية ويدفعوا أقساط المدارس والجامعات والمستشفيات وجميع لوازم الحياة…

المملكة التي منذ عام 1975 هي التي أوقفت الحرب الأهلية من خلال «مؤتمر الرياض»، وهي التي أسّست قوات الردع العربية ومن ضمنها القوات السورية، ولم تبخل بمساعدة الدولة اللبنانية في دعم الاقتصاد اللبناني وفتح أسواق المملكة للمنتجات الزراعية والصناعية وتوفير التسهيلات المطلوبة كلها.

ولا ننسى أنّ «اتفاق الطائف» الذي وضع حداً للحرب اللبنانية كانت وراءه المملكة العربية السعودية وتم الاتفاق في مدينة الطائف خلال انتقال أعضاء المجلس النيابي اللبناني الى المملكة والبقاء شهراً، الى أن تم «اتفاق الطائف»، فعادت الدولة اللبنانية الى تركيبتها التي بنيت على أساس «دستور الطائف»، وحلّ السلام وانتخب رئيس للجمهورية وتألفت حكومة وجرت بعدها انتخابات نيابية بعد 15 سنة حرباً وتمديداً للمجلس مراراً وتكراراً.

لماذا يصر السيّد حسن نصرالله، ومنذ سنة كاملة، فلا يمر شهر واحد إلاّ ويتحفنا بالتهجم على العائلة المالكة وعلى آل سعود وعلى المملكة بكلام لا يليق برجل دين جليل أن يكون موقفه السياسي بهذا التوجّه؟ خصوصاً أنّ مخاطبة الملوك والرؤساء تفرض الاحترام ويجب على أي إنسان مهما كان شأنه أن يقدّر ذلك.

وهنا أيضاً ما علاقة «حزب الله» بالحرب في سوريا؟

وكتبنا ورددنا مرات عديدة أنّ في نهاية الحرب سوف يدفع لبنان الثمن وهو كان قد دفع الأثمان العديدة، والجميع يتذكر كم مرة فجّرت الضاحية التي كانت تتمتع بالأمن والإستقرار وأصبحت اليوم مدينة الخوف، حتى السفارة الإيرانية والحصن المفروض حولها أيضاً جرى اختراقه.

كل تدخل عسكري من «حزب الله» في سوريا ولو تذرّع وراء حجج واهية سينعكس على «حزب الله» في المستقبل وهذا المستقبل سيكون قريباً لأنّ لكل حرب نهاية والمشكلة هي بعد انتهاء الحرب.

يا جماعة يوجد في سوريا 22 مليون مواطن سوري من أهل السُنّة، فهل سيسكتون بعد انتهاء الحرب؟ فمن فقد والده أو أمه أو ابنه أو أحد أفراد عائلته ويعلم من قتلهم هل سيسكت ويستكين؟!

نعود الى نقطة مهمة جداً وهي أنّ أميركا اتخذت قراراً أدرجت به «حزب الله» على لائحة الارهاب كما اتهمته بالتورّط في الترويج للمخدرات وتبييض الأموال، وعمليات تهريب وبيع سلاح بين بلدان أميركا الجنوبية.

أما الكلام عن اليمن فلا نعلم من أين جاءت علاقة «حزب الله» وتحرير جنوب لبنان باليمن وبالحوثيين؟

يا جماعة الخير الاذن الذي أعطاه اللبنانيون، كل اللبنانيين، لتحرير الارض اللبنانية كان محصوراً بهذا التحرير، فما علاقتنا بكل ما تقدّم ذكره، أي بسوريا واليمن والعراق وأميركا الجنوبية وبلغاريا والكويت والسعودية(…)؟!

 

فإذا كان «حزب الله» يعتبر نفسه حزباً لبنانياً فما عليه إلاّ أن يعود الى لبنان، أما إذا كان يريد أن يرد جميل إيران على إعطاء السلاح والمال فلا مانع ذلك أنّ عشر سنوات من المعارك لمصلحة النظام الايراني كافية… والشباب الذين يسقطون يومياً في سوريا من أجل ولاية الفقيه ومن أجل كرسي بشار الاسد هم ثمن كافٍ نعم كافٍ جداً.

عودوا الى جذوركم وانتبهوا الى مصالح أهلكم الذين يعيشون ويرتزقون في المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي لأنهم لن يسامحوكم.