قبل سنة من انتهاء ولايته، رُفع الغطاء الأزرق عن رئيس بلدية طرابلس نادر غزال، ليصبح الرجل مكشوفاً تماماً بعدما كانت غالبية القوى السياسية في المدينة قد سحبت ثقتها منه، علماً أن تمسّك تيار المستقبل بغزال هو ما أبقاه في منصبه حتى الآن، برغم اعتراضات كثيرة واجهته منذ تسلم مهماته عام 2010.
وعلمت «الأخبار» أن الرئيس سعد الحريري الذي استقبل «الريس» في الرياض، في 9 نيسان الجاري، طلب منه الاستقالة من منصبه، والتشاور مع مدير مكتبه نادر الحريري ووزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لبلورة مخرج يحفظ ماء وجهه، وبما يفسح المجال أمام انتخاب بديل عنه، يرجّح أن يكون عضو البلدية المحسوب على المستقبل عامر الرافعي.
تساؤلات كثيرة سرت عن أسباب استغناء الحريري وتيّاره عن خدمات غزال، الذي حال تمسك المستقبل والرئيس الراحل عمر كرامي به دون إسقاطه في جلسة طرح الثقة به في منتصف ولايته صيف 2013، بينما إسقاطه اليوم يتطلب تقديم استقالته بنفسه. وعزت مصادر متابعة خطوة الحريري إلى أنه «أعطى وعداً لأعضاء بلدية طرابلس، أثناء استقباله إياهم في زيارته الأخيرة إلى لبنان، بالضغط على غزال وإقناعه بالاستقالة، في مقابل الموافقة على مشروع إقامة مرأب للسيارات تحت الأرض في ساحة التل وسط طرابلس»، وهو المشروع الذي اعترض عليه عدد من الأعضاء وتسبّب بلغط لم ينته بعد.
بعد عودته من الرياض، تابع غزال مهماته وكأن شيئاً لم يكن. فغادر بعد أربعة أيام إلى كوريا الجنوبية لحضور مؤتمر حول المياه. وبعد نحو شهرين على توقف جلسات المجلس البلدي، دعا الى عقد جلسة، في 17 الجاري، لم يكتمل نصابها، بعدما وصلت الى الأعضاء أصداء لقاء الرياض. وفي اليوم التالي أقام إاحتفالاً تكريمياً لرئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس توفيق دبوسي.
مسؤولون في تيار المستقبل رأوا في نشاط غزال محاولة للتملص من اتفاقه مع الحريري. وعلمت «الأخبار» أن ضغوطاً مورست على رئيس البلدية أثمرت اتفاقاً على أن يُقدّم استقالته الأحد الماضي. ولكن قبل ساعات من الموعد، تعرّض لعارض صحي ونقل إلى مستشفى الشفاء، ما فسّره معارضون له ومقربون من تيار المستقبل بأنه «محاولة لتحسين شروطه قبل المغادرة».