IMLebanon

الحريري يتأرجح بين التفاؤل والتشاؤم

 

ماذا يحصل في لبنان، في غياب حكومة فاعلة، كاملة الأوصاف؟

جميع التقارير والدراسات الصادرة عن جهات اقتصادية، تفيد بأن الغلاء ضرب ضربته الموجعة منذ تطبيق سلسلة الرتب والرواتب، وأزمة المدارس الخاصة، والضغط على الليرة، وانشغال اهل السياسة بالانتخابات النيابية اولاً، وبتشكيل الحكومة ثانياً، وارتفع الى 7.61 بالمئة كمعدّل عام على جميع السلع المحلّي منها، والمستورد ووجع هذه القفزة «الغلائية» انها حصلت في ظل جمود شبه كامل في الانتاج، وتراجع كبير في المشتريات والسيّاح، وغياب في النمو، ولا يخفي وزير سابق للاقتصاد، ان تأخير تشكيل الحكومة، يكلّف لبنان ملايين الدولارات، دون ان ترمش عيون المسؤولين عن تشكيلها، اضافة الى انخفاض ارقام التحويلات المالية من اللبنانيين المغتربين الى عائلاتهم، ومن المؤسف ان المواد الفاسدة التي يتم اكتشافها في المحال والمستودعات، تواكب الغلاء خطوة خطوة، وليس من رادع للوحشين، وحش الغلاء ووحش الفساد.

* * * *

ما تقدّم كان على الصعيد الاقتصادي، امّا على الصعيد السياسي فيمكن تسجيل الملاحظات الآتية:

– اولاً: السبب الرئيس لتباطؤ الرئيس المكلّف في تشكيل حكومته، رغبته بعدم كسر جرّة التفاهم مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وليس بسبب وجود عقد مسيحية او درزية او سنيّة، ولو ان الرئيس عون قبل التصوّر الأوّل الذي حمله سعد الحريري الى بعبدا، لكانت الحكومة في فترة مريحة.

– ثانياً: قريبون من الرئيس الحريري، لمسوا استياء عنده بعد انتقادات وزكزكات واتهامات طاولته، كان اشدّها ألماً الدخول في موضوع الصلاحيات، وخضوعه لاملاءات سعودية، وكان باب الاعتكاف مفتوحاً لديه، الاّ انه استعاض عنه بفرصة عائلية، وبزيارات الى الخارج، الاّ ان الوضع الاقتصادي المتردّي، والخوف من الاسوأ، وفتح ملف النازحين السوريين دولياً، وإلحاح الامم المتحدة على تشكيل حكومة اتحاد وطني، وامكان دخول لبنان في فراغ قاتل، دفعته الى تجاوز كل ضيق، فأعاد الحياة الى علاقته الجيدة مع رئيس الجمهورية، ووجد عنده في لقائهما الأخير، رغبة مشتركة في تسهيل تشكيل الحكومة بأسرع ما يمكن، لمواكبة التطورات في سوريا واليمن اضافة الى الوضع الداخلي المهزوز.

هل ينجح تفاؤل الحريري هذه المرة، وتتشكل الحكومة قريباً، ام يسقط أمام التشاؤم المخيّم على الجميع؟

الجواب عند الايام القليلة المقبلة.