IMLebanon

الحريري صانع السلام اللبناني

فعلها الرئيس سعد الحريري مجددا. فبعد سلسلة طويلة من المواقف والاعمال لحماية مشروع الدولة في معقل البيئة التي أثخنت بالجروح التي تسبب بها الفكر الاستقوائي الفئوي المذهبي الذي مارسه محور دمشق-طهران ينطلق اليوم لحماية مشروع السلام اللبناني في عز اندلاع مشاريع الحرائق المذهبية في العالميّن العربي والاسلامي. من استمع الى الحريري معلنا إيمانه العميق بهذا الوطن أدرك ان الرئيس رفيق الحريري أستأنف الكلام بصوت يملأه الشباب وصدق العزيمة ونقاء النوايا. كثيرون من بيئة الحريري يرون فيه مندفعا عكس سير الاحداث التي تعلي صوت التطرف وتخفض صوت الاعتدال. لكن من يستعيد تجارب الحريري الاب صاحب المقولة الاشهر “ما حدا أكبر من بلده” يدرك أن الحريري الابن سر أبيه. لكن زمن الاب غير زمن الابن. فمن ينظر الى ما يجري في المنطقة يعلم ان احلام العولمة والتقدم التي عاصرها رفيق الحريري منذ السبعينيات من القرن الماضي حتى عام استشهاده عام 2005 غير الزمن الذي بدأ بعد عام الاستشهاد ولغاية الزمن الحاضر. زمن رفيق الحريري أنجز إعادة بناء لبنان. أما زمن سعد الحريري فلا تزال أمامه مهمة صون السلام اللبناني في حمى مشروع الدولة.

في المقلب الآخر، يدور كلام خافت على الوقت الضائع منذ كانون الثاني 2011 عندما اتخذ “حزب الله” قرارا أحمق بالاطاحة بحكومة الرئيس الحريري لحظة دخوله الى مكتب الرئيس الاميركي باراك اوباما. ان الوجوه القاتمة التي تحلقت حول جبران باسيل لتعلن الخروج من الحكومة مدعومة بـ”الوزير الملك” المرتد لم تخرج الحريري من السرايا فحسب، بل أخرجت لبنان من مسار كان سيحمي لبنان في وجه العواصف الاتية التي هبت على المنطقة وجعلت من سوريا البلد المجاور خرابا. في هذا الكلام الذي لا يريد أصحابه قوله في العلن، حسرة على نتائج إخراج الحريري والاتيان بنجيب ميقاتي الذي أرتضى أن يكون يوضاس الانقلاب السوري – الايراني فكان انحدار لبنان الى الهاوية التي ما زالت فاتحة فمها لابتلاع لبنان من جديد. وفي هذا الكلام أيضا أن خطر الفتنة المذهبية داهم وسيزول فيها الكيان. فالمسألة تتعدى إجراء انتخابات رئاسية أو نيابية الى بقاء لبنان أو عدم بقائه. فالرئيس بري و”حزب الله” ضمنا الفوز بالتزكية في الانتخابات المقبلة لكنهما لم يضمنا عدم نشوب الحريق الكبير. أصحاب هذا الكلام يشيرون الى ان تركيز الحريري في مستهل المقابلة مع الزميل مارسيل غانم على أحوال باب التبانة لم يأت من فراغ. فالرجل ما زال منذ العام 2007 عندما أندلعت حرب نهر البارد ولغاية حرب طرابلس الاخيرة هذه السنة يمارس ادوار الاطفائي وكاسحة الالغام وحامي دور الجيش. في توصيف نفسي لشخصية الديكتاتور او الارهابي او العنيف أنه سطحي وجبان. ومن سيحاول التحايل على شجاعة الحوار عند الحريري هو سطحي وجبان ولو ظهر متغطرسا، فصوته العالي صادر عن طبل أجوف.