IMLebanon

الحريري الى دمشق ؟!

لبنانان . ربما أكثر….

لماذا نكره بعضنا البعض الى هذا الحد ؟ لماذا نزدري بعضنا البعض الى هذا الحد ؟ الذين يتراشقون الآن بالحجارة ما الذي يمنع أن يتراشقوا غداً …بالصواريخ؟

المشكلة (الرائعة) اننا محكومون بأن نبقى جنباً الى جنب .سوريا لا تستطيع أن تستوعبنا واسرائيل لا تستطيع أن تبتلعنا .هكذا يبقى لبنان لنردد مع الشاعر التركي الفذ ناظم حكمت « يا الهي …الى أين يمضي بنا هذا القارب الذي بمائة سارية ؟»

ما ان حط حسين جابري انصاري في بيروت حتى لحق به ثامر السبهان ليؤكد لمن أطلقوا صيحات الاستغاثة أن التوازن السعودي ـ الايراني ثابت في لبنان، وأن على «منصة الرياض» اللبنانية ألاّ تحزم حقائبها وتغادر . ثمة من يضبط الايقاع وبمنتهى …القلق .

كان لكلام السيد حسن نصرالله حول الرباعي المقدس وقع الزلزال . هل قال بذلك لأنه على قناعة (استراتيجية وتاريخية) بأن البديل عن سوريا هي اسرائيل ؟ ثمة تجربة لم يجف حبرها ولم يجف دمها.

وهل قال ذلك (ليقول أكثر) بعد ردة الفعل الغريبة والمستغربة على عملية تحرير الجرود في عرسال، وقد اعترف من اعترف بأنه كان يراهن على بقاء «داعش» و«النصرة» في تلك المنطقة ذات الحساسية الجيوستراتيجية الاستثنائية كورقة في الصراع الداخلي ؟ تالياً، الصراع الاقليمي .

وهل قال ما قاله باعتبار ألاّ مكان للغة الهادئة في البلاد .الذين دحروا «النصرة» وشقوا الطريق لدحر «داعش» مدوا ايديهم . آخرون كشّروا عن اسنانهم.

في الأروقة الخلفية ثمة كلام آخر. جهات مناوئة، او معادية، لـ«حزب الله» كانت تراهن على صرخة نيكي هايلي في نيويورك، صدمت بالتراجع الأميركي حتى أمام الفرنسيين الأكثر وعياً بهشاشة الأوضاع في لبنان وقابليتها للانفجار …

لا بل ان هؤلاء يتحدثون عن «تواطؤ أميركي» قي مكان ما . الذي يثير الوساوس ان السعوديين الذين يؤمنون لهم التغطية السياسية، وغير السياسية، لم يعودوا موجودين في سوريا حيث التحولات الدراماتيكية على الأرض، وهذا ما يمكن أن تكون له تداعياته المدوية على المسرح السياسي اللبناني .

الذي زاد في الهلع دعوة الوزير عادل الجبير، وكانت لازمته اليومية ازاحة بشار الأسد، الى «منصة الرياض»  السورية «صياغة رؤية مختلفة» . ضمناً التسليم ببقاء الرئيس السوري.

الدعوة أثارت اسئلة في الاوساط اياها ما اذا كان الأمير محمد بن سلمان سيكرر طلب العاهل الراحل عبدالله من الرئيس سعد الحريري زيارة دمشق !

لو سئل النائب وليد جنبلاط لأجاب « كل شيء ممكن في هذا الزمن العجيب». حقاً الزمن العجيب اذا ما لاحظنا اين هي أميركا الآن (وأين هي السعودية وتركيا وقطر ) على التراب السوري. طبعاً اين هي روسيا التي تتعامل مع سوريا كما لو أنها على تخوم القوقاز وحتى في حرم الساحة الحمراء.

ولربما سأل جنبلاط، ما دمنا نعيش في منطقة افتراضية وفي دولة افتراضية كيف يمكن للذي لا مكان له في الميدان السوري ان يكون له مكان على الخشبة اللبنانية.

السبهان الذي يحمل صفة وزير دولة لشؤون الخليج، ويفترض تسميته، على خلفية زياراته المتلاحقة وزير دولة للشؤون اللبنانية، وعدنا بتدفق المصطافين السعوديين، وبتعيين سفير خلفاً للسفير علي عواض عسيري .لا السعوديون أتوا، وما زال القائم بالأعمال وليد البخاري على رأس البعثة الديبلوماسية في بيروت .

لا نتصور أن الوزير السبهان دعا «منصة الرياض» اللبنانية الى «صياغة رؤية مختلفة». هؤلاء لا دور لهم حتى ولو كان الدور الفولكلوري (باستثناء الدور الببغائي) حيال سوريا.

أمام فاجعة الشهداء، كنا نأمل الارتفاع الى مستوى الوطن والمواطنة لا أن تصمّ آذاننا تلك الأصوات الآتية من الكهوف، وهي تشكك، بما يشبه الشعوذة السياسية والشعوذة اللغوية، في ما جرى على الأرض وفي المفاوضات. أين مصلحة لبنان ان يسقط لنا شهداء آخرون ما دام المغول الجدد وقد ولدوا من خاصرتنا استسلموا وارتضوا الانتقال الى مكان آخر ؟

ذلك المكان على الأرض السورية وفي منطقة المواجهة الهائلة، مع الجيش السوري و«حزب الله»  .ألا يستحق ذلك الامتنان من القابعين وراء الزجاج بدل المواقف التي تختزل العجز والرياء وحتى ..التفاهة؟

آن لدونكيشوت أن يترجل عن ظهر الببغاء!!