خط مفتوح بين باسيل و«الاليزيه» … وهذه كواليس اتصالات ما قبل وبعد اللقاء الباريسي
قال الرئيس المكلف سعد الحريري الاحد كلمته الحكومية ومشى الاربعاء الى الدوحة…لم يكن سقف المواقف المتوقع ان يقولها في ذكرى اغتيال والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري غير متوقع كما تقول مصادر مطلعة الا ان هذه المواقف بحد ذاتها شكلت للطرف الاخر اي لفريق رئيس الجمهورية ولبعبدا تحديا لن يواجه بحسب المعلومات الا بصلابة اكبر .
فما كاد الحريري ينهي كلامه حتى انهالت الردود عليه من قبل نواب واعضاء تكتل لبنان القوي عبر تغريدات تويترية تاركين الكلام الاعلى سقفا لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الاحد حيث تفيد المعطيات بان باسيل سيضع الاحد بدوره النقاط على الحروف الحكومية ولاسيما لجهة اتهام رئيس الجمهورية بمسالة الثلث المعطل.
وسيقدم باسيل بحسب المعلومات خطابا شاملا يرسم خلاله خارطة طريق للمرحلة المقبلة كما سيجدد موقف التيار الرافض من الاساس لحكومة من 18 وزيرا والمؤيد لحكومة يتمثل فيها الجميع بطريقة عادلة لا غبن فيها ولا تجمع حقيبتين بوزير واحد، وهذا الامر هو اساسي لديه اذ «مستحيل « التراجع عن الثوابت الحكومية وابرزها وحدة المعايير ، كما تقول اوساط مطلعة على جو التيار ، كرد على اعلان وتحدي الحريري بانه لن يكون هناك الا حكومة من 18 وزيرا ونقطة على السطر لا بل «مستحيل».
وبانتظارالاحد، افادت معلومات خاصة للديار بان لقاء الاليزيه الذي جمع الحريري بالرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لم ينتج جديدا وهذا ما ترجم في لبنان على ارض الواقع سواء من خلال مواقف الحريري او التصعيد المتبادل، علما ان مصادر باريسية تكشف للديار ان الرئيس المكلف شكا رئيس الجمهورية عند ماكرون من عدم التعاون معه الا ان الرئيس الفرنسي كان حريصا على التشديد على ان هذه المسالة تعالج بين الحريري وعون كما انه كان حريصا على وجوب اظهار الحريري ليونة لمطالب عون سواء من حيث الاسماء او نوعية الحقائب، مع الاشارة الى ان فرنسا هي ضد حصول اي فريق على الثلث المعطل.
وما لم يسرب في الاعلام، كشفته مصادر بارزة مطلعة على كواليس المفاوضات اللبنانية الفرنسية الحكومية للديار مشيرة الى ان التواصل في هذه الفترة لم ينقطع بين رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل والاليزيه لا بل تقول المصادر اكثر من ذلك فتكشف ان مستشار ماكرون باتريك دوريل الذي طلب منه الحريري لقاء مع ماكرون، تواصل مع باسيل قبل ان يحصل اللقاء بين الحريري وماكرون وحتى بعده.
وبحسب المصادر، فقد اكد دوريل لباسيل خلال الاتصال معه قبل لقاء الحريري ماكرون ان الرئيس المكلف وعده بتسهيل الامور لكن رد باسيل كان ان لا ثقة بما يقوله الحريري وانكم «ستلمسون ذلك « بعيد عودة الحريري الى بيروت.
وبعد اللقاء الباريسي ، عاود دوريل الاتصال بباسيل ليضعه باجواء لقاء الحريري ماكرون، كما ان الاتصال بين باسيل ودوريل تجدد بحسب معلومات الديار حتى بعد مجيء الحريري الى بيروت وتحديدا بعد زيارته بعبدا الجمعة والتي تمت بطلب فرنسي.
وهنا تفيد المعلومات بان الحريري حاول من خلال زيارته بعبدا ان يوجه رسالة لفرنسا مفادها : «انا عملت اللي عليي وزرت بعبدا كما انتم طلبتم لكن لا تجاوب»، الا ان باسيل الذي تلقف الرسالة سارع للاتصال باحد المسؤولين في الاليزيه ليشرح له خلفيات زيارة الحريري لبعبدا واهدافها الحقيقية التي تجلت بكلام الحريري من على منبر بعبدا والذي شكل استفزازا للطرف الاخر، كي لا يسود انطباع بان الحريري بادر لكن الرئيس رفض.
وفي هذا السياق، وعلى عكس ما يسوق له البعض من ان ماكرون غاضب من الرئيس عون ويتهمه بالعرقلة تفيد مصادر مطلعة على جو لقاء الاليزيه بان الحريري سمع من الرئيس الفرنسي ان فرنسا تدعم كل الاصلاحات التي وضعها رئيس الجمهورية وفي مقدمها التدقيق الجنائي لكن الظاهر ان ليس هناك من تجاوب معها من قبل البعض.
وبنتظار ان «يحين وقت الجدّ الحكومي» كما تقول اوساط بارزة، يواصل الرئيس المكلف جولاته الخارجية فيحط اليوم في الدوحة حيث سيلتقي امير قطر في زيارة تضعها مصادر المستقبل باطار الزيارات التي يقوم بها لحشد الدعم للبنان .
وفي هذا الاطار تشير مصادر المستقبل الى ان ردود نواب التيار الوطني الحر لم تحمل الا الشتائم رغم ان الحريري تخطى الكلام النابي بحقه من قبل رئيس الجمهورية في الفيديو المسرب وزار بعبدا، علما ان «نصائح المقربين منه كانت تقول له:» شو بدك بهالشغلي، فزيارتك بعبدا من شأنها ان تزيد النقمة الشعبية لدى جمهورك الا ان رده كان يتمثل بالتالي : «بعد بدي جرب مرة تانية»، وهكذا حصل.
ولكن ماذا بعد؟ ماذا سيفعل الرئيس المكلف؟ نسال مصادر المستقبل فترد :» ما رح يعتذر لو بدا تخرب الدني» ! لتضيف فليتحمل المعنيون مسؤولية التعطيل فاما ان يتفاهم رئيس الجمهورية مع الرئيس المكلف او فليرم الكرة بملعب مجلس النواب وهناك اما تأخذ حكومة الحريري الثقة واما تحجب عنها .
اما على خط بعبدا، فتجدد مصادر مطلعة على جوها التأكيد عبر الديار ان لا جديد حكوميا وما تنتظره بعبدا هو ان ياتي الحريري بصيغة جديدة تراعي الملاحظات الرئاسية ووحدة المعايير والميثاقية ولا تفرض اعرافا جديدة.
وعليه يجمع اكثر من مصدر الا خرق حكوميا قريبا بانتظار الفرج الخارجي!