Site icon IMLebanon

الحريري لـ متمرّدي» تيّاره: الأمر لي

نزل كلام الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري، في طرابلس السبت الماضي، كالصاعقة على وزراء التيار الأزرق ووزرائه وكوادره ممن جهروا باعتراضهم الشديد على «تبني» الرئيس سعد الحريري ترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، بعد اللقاء الذي جمعهما في باريس في 17 الشهر الجاري.

«عندما يقول الرئيس سعد الحريري كلمته في أي مبادرة لا كلمة تعلو فوق كلمته في تيار المستقبل»، قالها الحريري بنبرة عالية، وبالتشديد على مخارج حروفها، في رسالة شديدة اللهجة للمعترضين على «مبادرة» رئيس الحكومة الأسبق. وهي المرة الأولى التي يضطر فيها مسؤول كبير من آل الحريري وتيار المستقبل إلى النزول بنفسه إلى الميدان لضبط كوادره وجمهوره، وتذكير المتحفظين، وبينهم مسؤولون كبار، بأنّ «الأمر للحريري». علماً بأن أبرز الاعتراضات على ترشيح الحريري لفرنجية جاء من وزير العدل أشرف ريفي الذي شدّد على أن «كل شخص مرتبط ببشار الأسد لا يمكن أن نراه نموذجاً لتولي رئاسة الجمهورية في لبنان أبداً»، ما أثار تساؤلات عمّا إذا كان ريفي يغرّد منفرداً، أو أن موقفه يأتي في سياق توزيع الأدوار في الحلقة المقربة من الحريري.

مصادر في تيار المستقبل أوضحت لـ «الأخبار» أن «ما يقلق ريفي وغيره هو أن انتخاب فرنجية سيعني قيام تحالف بيننا وبين تيار المردة في طرابلس والشمال، وهو تحالف بدأت بعض ملامحه بالظهور في الانتخابات الأخيرة لنقابة محامي طرابلس. وهذا سيعني تقاسم الكعكة النيابية والوزارية، ما من شأنه تقليل حظوظ ريفي في إعادة توزيره أو في إيجاد مكان له على لائحة طرابلس في الانتخابات النيابية المقبلة».

وإلى جانب ريفي برز أيضاً موقف النائب أحمد فتفت الذي اشترط أن «يكون فرنجية توافقياً ويغيّر نهجه، أما إذا بقي حليفاً لحزب الله في الداخل، وهو الحليف المباشر لبشار الأسد خارجياً، فلن أنتخبه». وعزت المصادر المستقبلية موقفه هذا إلى «خشيته من أن يعزّز انتخاب فرنجية وضع النائب السابق جهاد الصمد، المنافس الأبرز لتيار المستقبل في الضنية، والذي تربطه بفرنجية صداقة وتحالف سياسي متين».

غير أن الاعتراض داخل تيار المستقبل لم يقتصر على من هم «فوق» فقط، إذ سُجّلت في قواعد التيار الطرابلسية صدمة واستياء من «التقلبات» الحريرية. غير أن المصادر قلّلت من أهمية هذه الاعتراضات، مشيرة إلى أن «الجمهور المعترض لن يجد من يتبناه أو يحتضنه في الشارع السني لمواجهة التيار مستقبل به، ولن يذهب أيضاً إلى التطرّف، لكون البلد والمنطقة يشهدان حرباً ضده، وأقصى ما يمكن أن يقوم هو الاعتكاف أو ابتزاز التيار مالياً في أي استحقاق مقبل».

إلى ذلك، استغرب النائب السابق مصباح الأحدب «ما نسمعه عن تسوية تأتي بالوزير فرنجية إلى سدة الرئاسة بعدما انتفض الشعب اللبناني في أكبر عملية ديموقراطية شعبية ليخرج النظام الأمني السوري من لبنان». واتهم الحريري بـ «إعادة عقارب الساعة إلى الوراء والانقلاب على إرادة الشعب اللبناني عبر إعادة النظام الأمني السوري إلى سدة الرئاسة من باب الوزير فرنجية». وتوجّه إلى الحريري بالقول: «أنت حر بالتنازل عن كرامتك الشخصية (…) لكن كرامة السنّة (…) ليست بيدك لتبيعها، وتفرض علينا رئيساً للجمهورية مقابل مركز رئاسة الحكومة (…) لأنهم سينقلبون عليك مجدداً، ونحن سنبقى نعاني من تسوياتك المهينة».