IMLebanon

الحريري غداً في الإليزيه  والرئاسة اللبنانية بينه وبين هولاند

فيما لبنانيو جبل لبنان يواصلون الفرز لمعرفة اللوائح الفائزة من الخاسرة في الانتخابات البلدية والاختيارية، وفيما لبنانيو الشمال والجنوب يستعدون لإعلان لوائحهم للإنتخابات ذاتها، وفيما قضاء جزين يستعد للانتخابات النيابية الفرعية، يستعد الزعيم الشاب سعد الحريري ليكون في مكان آخر، في قصر الإليزيه غدا للقاء الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند.

***

الزعيم الشاب الرئيس سعد الحريري يلتقي الرئيس هولاند بعد عدة محطات:

زيارة الرئيس هولاند للبنان، استقباله الكاردينال الراعي منذ ايام في الاليزيه. اذا، انها لقاءات انتخابات رئاسة الجمهورية التي يضعها الرئيس الحريري في سلّم اولوياته على رغم الاستحقاقات الداهمة التي يواجهها وفي مقدَّمها الانتخابات البلدية والاختيارية في كل لبنان وليس في بيروت وحدها.

***

الرئيس سعد الحريري يعتبر الانتخابات البلدية والاختيارية محطة عابرة لأن الأساس هو انتخابات رئاسة الجمهورية، وبعدها يفترض ان تأتي انتخابات نيابية، لأنه بذلك يُعاد تكوين السلطة.

لكن، وعلى رغم انها محطة عابرة، فإنها كانت غنية بالعبّر التي افاد منها الزعيم الشاب والتي من شأنها ان تكون جزءا من خارطة الطريق السياسية والوطنية التي سيسلكها.

كثيرون استفادوا من اخلاق الزعيم الشاب انه يصفح ولا يحقد ويتعالى عن الاساءات، الى درجة انهم يعتقدون انه يبادي قلة الوفاء بالمزيد من الوفاء: تعددت الطعنات، والطاعنون كثر. وتعددت قلة الوفاء، وقليلو الوفاء كثر. ومع ذلك لم يلتفت الرئيس الحريري الى الخلف بل استمر بالمسير لاقتناعه بأن لا شيء يجدي سوى العمل الصادق.

***

الرئيس سعد الحريري ورث الوفاء من والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري، كما بقي الاوفياء حوله من لحظة استشهاد الرئيس الحريري، وبإدائه الاخلاقي في السياسة راكم الاوفياء سواء في مؤسساته أو في المؤسسات الحليفة أو في العمل السياسي وغير السياسي.

لكن البعض من هؤلاء كان يشرب من البئر ويرمي فيه حجرة، لقد ازدادت قلة الوفاء بشكل لم يكن له مثيل: سياسيون، اعلاميون، ناشطون، فنانون، نقلوا البندقية من كتف الى كتف، والقلم من يد الى يد، والصوت من وجهة الى وجهة، هل هكذا يُقابل الوفاء؟

ماذا فعل لهم الرئيس الحريري غير الخير والمحبة والوفاء؟

هل لأنه بقي على خياراته؟

هل لأنه تمسَّك بها؟

هل لأنه لم يتخلَّ عن أي شخص كان معه؟

هل لأنه كان يتابع أحوالهم السياسية والعملية وحتى الشخصية؟

كم مرة سمعنا انه ارسل طائرته الخاصة للمجيء بشخص من واشنطن أو نيويورك أو باريس لأسباب قاهرة؟

كم مرة سمعنا انه طلب من معاونيه متابعة قضية معينة ولا يعودون اليه الا بعد انجاز هذه القضية؟

كم مرة سمعنا انه يعطي كل ما لديه من أجل الإنتهاء من قضية عالقة؟

***

الرئيس سعد الحريري ما هكذا يُقابل: هو اليوم في متابعة الأبعاد الدولية لحلحلة الأزمة اللبنانية.

اذا أردتم الا تكونوا اوفياء فعلى الأقل لا تطعنوا في الظهر.