Site icon IMLebanon

الحريري استعمل سلاح الإعتدال  فأوقف الإنفعال والإشتعال 

 

وفي اليوم الرابع على الحركة الإحتجاجية في وسط بيروت، بات بالإمكان الخروج بخلاصات عمَّا جرى واستشراف ما يمكن أن يجري لاحقاً. 

– الخلاصة الأولى: أنّه لولا الإطفائي السياسي المتمثِّل بالرئيس سعد الحريري، لكان لبنان اليوم مشتعلاً ليس في وسط بيروت فحسب، بل من شماله إلى جنوبه. فالرئيس الحريري استشعر المخاطر والسحب الداكنة المتجمِّعة والتي تُنذر بأسوأ العواقب، فأجرى سلسلة إتصالات دون انقطاع نهارا وليلا شملت رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة تمام سلام والنائب وليد جنبلاط. 

في هذه الإتصالات سعى الرئيس الحريري إلى التهدئة وتصرَّف باعتباره أم الصبي، فأثمرت إتصالاته حدًّا من الخسائر وضبضبةً للوضع.  

– الخلاصة الثانية: أنَّ جيل الشباب الذي شارك في اليوم الأول من التظاهرات والإعتصامات، أي قبل أن تتسيَّس، هو الجيل الذي يجب أن نأخذه بعنايةٍ كاملة، فهذا الجيل، شئنا أم أبينا، هو الذي سيقود البلاد للعقود الثلاثة الآتية، لذا لا بدَّ من الإستماع إليه والوقوف إلى جانبه ومناقشته، إلى أيِّ جهةٍ إنتمى. 

– الخلاصة الثالثة: أنَّ المندسين يجب ألا يفاجئوا أحداً، فتاريخ الحروب والتظاهرات في لبنان يشهد على أنَّ المندسين موجودون في كلِّ مكان وكلِّ زمان: 

ألم تُثبت التحقيقات أنّه كان هناك مندسون في تظاهرة شباط 1975 في صيدا والتي أدَّت إلى مقتل معروف سعد؟ 

ألم تُثبت التحقيقات أنّه كان هناك مندسون في 13 نيسان 1975 وبعدها اندلعت الحرب في لبنان؟ 

ألم تُثبت التحقيقات أنّه كان هناك مندسون يقصفون على المنطقتين الشرقية والغربية فيندلع القصف المتبادل؟ 

مَن قال للذين نزلوا إلى وسط بيروت أنها مسألة بيكنيك وينتهي الأمر، تعرفون متى تبدأ لكنكم لا تعرفون متى تنتهي. بدأت سلمية وانتهت أعمال شغب وإحراق منشآت عامة وممتلكات خاصة. 

– الخلاصة الرابعة: أنَّ كلَّ المظاهرات والإعتصامات وحتى الحروب، تنتهي بالسياسة: 

إما نظام جديد وإما عهد جديد وإما حكومة جديدة وإما مجلس نواب جديد. 

في الحالة اللبنانية، النظام موجود وما عداه كل شيء بحاجة إلى تغيير، ولكن بالترتيب، فلا حكومة جديدة قبل رئيس جديد، ولا إنتخابات نيابية جديدة قبل قانون جديد تضعه الحكومة الجديدة ويصادق عليه هذا المجلس ويوقعه رئيس الجمهورية الجديد. 

هذا هو الترتيب المنطقي للأمور. 

– الخلاصة الخامسة: أن سياسة رِجل في المناقصات ورِجل في الشارع لا تجوز، خصوصاً أنها تحمل صاحبها جزءاً من مسؤولية ما آل إليه ملف النفايات، فهو الذي أعطى وعداً بتمديد العمل بمطمر الناعمة ثم تراجع، وهو الذي كان أول المتحمسين للمناقصات سواء مباشرةً أو بالواسطة، وهو الذي طلب من الشباب أن تشارك في الإعتصامات ثم طلب منها الإنسحاب ليلاً. 

– الخلاصة السادسة: أنَّ رئيس الحكومة يتحمَّل جزءاً كبيراً من المسؤولية، وهي مسؤوليته عن تراخي وزير البيئة محمد المشنوق، صحيح أن الظروف الحالية لا تتيح إقالته، والإقالة أقل ما يمكن أن يقوم بها، لكن بالإمكان كفّ يده عن الملف وأن يتسلمه رئيس الحكومة مباشرة أو من يراه الرجل المناسب من الوزراء. 

هل مرَّ القطوع ولو بأثمان باهظة؟ 

أم إنها بداية النهاية؟