Site icon IMLebanon

هل ينام الحريري على «طبة» في انتظار ربع الساعة الاخير  

  

لا يعرف احد من اللاعبين السياسيين علام يؤكد وزير الداخلية نهاد المشنوق ان نهاية العام الجاري ستكون خاتمة لمرحلة الشغور الرئاسي ووصول الرئيس العتيد ان الكرسي الاولى التي شغلها الفراغ لعامين وثلاثة اشهر تقريباً فمن اين استقى وزير الداخلية معلوماته، مع العلم ان الرجل مشهور له في حسن استفتاء المعلومات والتدقيق بها، ولماذا لم تصل هذه المعلومة الى الرئيس سعد الحريري لا سيما وان الرجلين يردان نفس المنهل، ام ان الحريري يعلم ويفضل ذهب السكوت على فضة الكلام، ام انه تعلم وبحسب اوساط مسيحية، ان طرح اسماء رئاسية من خلال مبادراته العديدة محرقة لها، من تبنيه ترشيح رئيس «حزب القوات اللبنانية» سمير جعجع الى وعده للجنرال ميشال عون بايصاله الى بعبدا يوم اقام له احتفالاً في دارة الوسط في ذكرى بلوغه الثمانين وصولاً الى ترشيحه المفاجئ للنائب سليمان فرنجيه الذي لن يتزحزح قيد انملة عن السير في المعركة حتى نهايتها مع تأكيده ان لا احد يمون عليه في رهاناته لا سيما في الملف الرئاسي مع قناعته باحقيته كونه من الاربعة الكبار على الرقعة المسيحية وفق ما حصل في بكركي.

وتضيف الاوساط ان رهان المشنوق حمل نهاية سعيدة للاستحقاق الرئاسي مرفقاً بجرعة تفاؤلية حيال مستقبل البلد حاول بعض الضاربين في الغيب السياسي تصويره على ان قبول الحريري بسحب مبادرته بترشيح فرنجية ودعم العماد عون سيكون مفاجأة الموسم للجميع، وهذا الامر غير وارد على الاطلاق، خصوصاً وان الحريري يعيش وضعاً دقيقاً على الصعيدين السياسي والمالي، فهو لن يغامر في هذه المسألة لا سيما وان «تيار المستقبل» بدأ يراكم الخسارات واحدة تلو الاخرى من خروج النائب خالد الضاهر مقالاً ومستقيلاً في آن وصولاً الى وزير العدل اشرف ريفي الطامح لخوض الانتخابات النيابية في كل المناطق اللبنانية، اضافة الى موقف رئيس كتلة «المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة الذي يصيبه ذكر اسم الجنرال بحساسية مفرطة، ناهيك بغرق الحريري مالياً بعدما وضعت السعودية يدها على شركته «سعودي اوجيه»، والوعد الملكي بدفع كافة مستحقات العاملين فيها دون تسوية وضعه مالياً ما يشير الى ان حضوره الافطار الملكي في رمضان وبحضور الرئيسين الافغاني والغابوني ربما اثار حفيظة بعض الامراء السعوديين فقطعوا الطريق على تعويمه سياسيا حيث لم يسجل اي استقبال او لقاء للحريري مع ولي العهد محمد بن نايف او ولي ولي العهد الامير محمد بن سلمان والمعروف ان كافة القرارات الداخلية منها والخارجية تمر عبر موافقة الرجلين اللذين لا يكنان ودا له.

وتشير الاوساط الى ان كلام المشنوق ربما يستند الى معارك حلب التي تقرّر نتائجها مصير سوريا امتدادا الى الحلبة المحلية الا ايا يكن شكل النتائج فالمراقبون يرون انها النقطة الفصل لبدء نهاية الحريق السوري وانطلاق عجلة المفاوضات خصوصا وان القمة التي جمعت الرئيسين فلاديمير بوتين ورجب طيب اردوغان ستظهر نتائجها في الايام المقبلة لا سيما وان وفدا رفيعا من امنيين وعسكريين اتراك سيتوجه في الايام القليلة المقبلة الى موسكو لمناقشة الملف السوري والمعروف ان التغييرات في علاقة موسكو وانقرة وتقاربهما الى حدود ما يشبه التحالف ستبرز معالمه بشكل واضح على الساحة السورية كون الطرفين لاعبين ميدانيين ولهما الثقل الوازن في رفع منسوب الحديث او اخماده وما سيحصل في سوريا من حلول سياسية سيترجم بشكل عضوي على الساحة المحلية المتلقية بامتياز قد يثمر اقفالا لملف الشغور الرئاسي.

وتقول الاوساط ان الاتجاه الاقليمي ينحو الى اللجوء الى الخيار الثالث في الملف الرئاسي اي انتخاب رئىس من خارج نادي الاقوياء كون الرئىس القوي هو من يملك امكانية قيادة حوار جدي بين السنة والشيعة وان ربع الساعة الاخير غالبا ما يحمل الوحي فحميد فرنجية نام رئىسا واستيقظ على كميل شمعون ومخايل الضاهر نام رئىسا واستفاق على الفوضى وهذا يؤكد بطريقة او بأخرى ان حظوظ عون وفرنجية بالوصول الى بعبدا تبقى في خانة الاحلام والتمنيات حتى اشعار آخر.