IMLebanon

الحريري كان في أجواء مضمون كلام السنيورة الجلسة السادسة للحوار : رئاسة الجمهوريّة و «سرايا المقاومة»

لم تترك التطورات من القنيطرة الى مزارع شبعا، اي تداعيات على حوار حزب الله وتيار المستقبل بحيث كان هنالك قدر كبير من الوعي وادراك آفاق المرحلة وخطورتها على لبنان والمنطقة، ولهذه الغاية برزت المواقف من وزراء ونواب وقيادات تيار المستقبل منددة بالاعتداء الاسرائيلي وفي المقابل ضرورة عدم اقحام لبنان في اية مغامرة او ما شابه حفاظا على جميع اللبنانيين دون استثناء، في وقت كان موقف الرئيس فؤآد السنيورة يحمل دلالات كثيرة ومحور اهتمام المعنيين من خلال تعزيته بشهداء حزب الله. وهنا، وفق مصادر في «تيار المستقبل» ان الرئيس سعد الحريري كان في اجواء هذا الموقف لرئيس كتلة المستقبل، وبالتالي الجميع التزم وانضبط تحت سقف هذا الحوار وتبين للقاصي والداني ان الحريري حريص وضنين عليه من البداية الى النهاية.

وفي هذا السياق، تقول المصادر ان الحريري كان يدرك قبل انطلاق الحوار ان حزب الله قد يقوم يوما ما باستهداف موقع اسرائيلي وايضا متيقن من انه سيواصل قتاله الى جانب النظام السوري والتزامه بمواقفه من قضية البحرين الى اليمن والعراق، اي لن يغير سياسته، وبالتالي لم يفاجأ بكل ما جرى في الاونة الاخيرة. انما، وحفاظا على مصلحة البلد والناس ولعدم حصول اي فتنة مذهبية تحت اي طائل، فانه مشى بهذا الحوار، ويلاحظ هنا تضيف المصادر في المستقبل ان البيانات المتتالية التي صدرت عن الجلسات التي عقدت حتى الان انها بمعظمها كانت تؤكد على اجواء التهدئة وتنفيس الاحتقان وابداء الارتياح لتلقف الشارع هذه المناخات الايجابية والتجارب كانت واضحة بعد انفجاري جبل محسن، وصولا الى ما جرى في الاونة الاخيرة في القنيطرة وجبل محسن وعلى الرغم من بعض المواقف السياسية التي قد لا يتبناها تيار المستقبل، انما النتائج المتوخاة جاءت سريعة وهذا ما هدف اليه الحريري بعيدا عن حسابات الربح والخسارة من ولوج الحوار لان اوضاع البلد، وفي هذه الظروف بالذات، لا تقيم بالكسب السياسي والشعبوي على حساب مصلحة البلد والناس.

وتلفت المصادر المذكورة الى ان هذه اللقاءات، ستتوالى وستدخل في صلب المواضيع الحساسة بغية دراستها ومناقشتها وان لم تحسم بشكل سريع اوستبقى مجرد نقاش، وهنا تشير الى ان العنوان الذي سيناقش في الجلسة المقبلة سيكون الاستحقاق الرئاسي وضرورة التوافق على رئيس جديد للجمهورية في اقرب وقت وانه موضوع لا يحتمل التسويف والمماطلة والتأخير في ظروف كهذه، اضافة الى مسألة سرايا المقاومة على اعتبار انها خارج اطار النقاش حول موضوع المقاومة اي مقاومة اسرائيل، بمعنى تلك السرايا تضيف المصادر نفسها لا تقاتل اسرائيل بل تضم مجموعات هدفها خلق اضطرابات واشكالات في المناطق التي تتواجد فيها ما حصل لاكثر من مرة وفي مناطق عديدة. ولكن هنالك اجماع من قيادات تيار المستقبل والذين يواكبون ويطلعون على الحوار بما معناه ان قضيتي السلاح وقتال الحزب في سوريا فذلك شأن اقليمي وايراني على وجه الخصوص، ما يتبدى من خلال الزيارات المكثفة للمسؤولين الايرانيين الى لبنان وسوريا وحراكهم على اكثر من محور سياسي وامني، وهذا بات امرا عاديا وواضحا.

لذا، تخلص مصادر المستقبل معتبرة ان اهم ما جرى في الاونة الاخيرة على الساحة الداخلية. انما يكمن في الحوارات الشغالة على اكثر من خط والتي اثبتت جدواها خصوصا حوار حزب الله وتيار المستقبل. ولكن الكثيرين يؤكدون في مجالسهم بما معناه لا احد ينغش بانها ستنتج انجازات وتحقق خطوات متقدمة من خلال العناوين المطروحة، بل يتبين بما لا يقبل الجدل ان العنوان الابرز الاول والاخير والذي سيستمر قائما هو تنفيس الاحتقان المذهبي.