IMLebanon

الحريري سيتحالف مع القوات في مناطق ومع الوطني الحر في مناطق أخرى

 

على الرغم من إقفال الباب على خط بيت الوسط – معراب منذ الرابع من تشرين الثاني الماضي، أي تاريخ تقديم رئيس الحكومة سعد الحريري استقالته من الرياض، إستمرت الوساطات لحلحة الوضع السياسي بين الطرفين أي رئيس تيار المستقبل ورئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، إلا ان الرجلين باتا غير مرتاحين للعلاقة السائدة بينهما، لان عنصر الثقة غاب بعد الاتهام الذي وجهّه الحريري لجعجع بأنه المسبّب لتلك الاستقالة وما رافقها من كلام في الكواليس السعودي. لكن اليوم وقبل أيام بالتحديد أي منذ زيارة رئيس الحكومة الى المملكة فتح باب الرسائل المتبادلة بين رئيس تيار المستقبل ورئيس حزب القوات، إلا ان المطلّعين على العلاقة المتأزمة بينهما، يؤكدون انه بات من الصعب جداً إستعادة مشهد الوحدة بينهما، لان الشعارات التي جمعتهما تكاد تصبح في خبر كان، لان العلاقة محتاجة الى إعادة ترميم كبيرة بين الرجلين، بعد مرورها بمطبّات عدة لم يسلم منها احد. وما زاد في الطين بلّة تلك الهجومات على مواقع التواصل الاجتماعي بين انصار الطرفين، والتي لم تهمد إلا بطلب من الحريري وجعجع.

الى ذلك يرى المطلّعون على العلاقة بين الرجلين أن «اللطشات» السياسية المتبادلة لا تزال سيّدة الساحة بين بيت الوسط ومعراب، ويتضمنها بين الحين والاخر بعض «التبخير» من قبل مساعديهم، أي الوسطاء الذين يقومون بدور صعب جداً لم يصل الى الخواتيم السعيدة، في حين ان السعودية وحدها كانت قادرة على قلب الأوضاع رأساً على عقب، لانها عملت على إعادة اللحمة بين الحريري وجعجع ولو في الاطار الانتخابي، أي ما يكفي للتحالف حتى ولو في بعص المناطق لانها مصرّة على عدم فوز فريق 8 آذار وتوابعه وبالتالي إنجاح المحور السوري –  الإيراني في لبنان ضمن نسبة كبيرة، لذا عملت على ان تكون عودة الحريري الأخيرة من السعودية ضمن مشهد جديد وهو يحمل الانفتاح على القوات، أي من خلال غضّ النظر عن بعض هفوات القوات كما يعتبر هو، فيما الدلائل لم تثبت حقيقة ما جرى وبالتالي لم تؤكد الاتهام الذي وجهه الحريري لمعراب.

ويشير المطلّعون الى ان المفاجآت الانتخابية المرتقبة خلال أيام ستكشف المستور، لان شعرة معاوية بين «المستقبل والقوات» لم تنقطع نهائياً في ظل كلام منمّق لا يزال يُسمع من نواب ومسؤولي الفريقين بأن لا خلاف بين الحريري وجعجع، بل تباين في وجهات النظر فقط . لكن المعلومات تؤكد عكس ذلك، اذ ان هوة الخلاف كانت ستصل الى اتساع وتفاقم، خصوصاً ان الاتصالات القائمة على خط المصالحة لم تؤد في اي مرة الى حصول توافق سياسي، لان الجرّة السياسية على ما يبدو إنكسرت بينهما، ولم تعد الوساطات تؤثر او تنفع، فالاستراتيجية السابقة خفّ وهجها كثيراً لا بل تخلخلت لان النكايات السياسية قضت على أي استراتيجية بينهما، لكن اليوم جمعتهما مصيبة الانتخابات النيابية، لذا فإن زيارة  الحريري الى السعودية أفرجت الفريقين، وسوف تظهر بوادرها قريباً من خلال التحالف في بعض المناطق حيت يحتاج المستقبل الى القوات وبالعكس، وبالتالي فالزيارات التي قام بها وزير الاعلام ملحم رياشي الى بيت الوسط قبل أيام لم تكن إلا لهذا الهدف.

وفي المعلومات، فإن تيار المستقبل سيتحالف مع القوات اللبنانية في مناطق ومع التيار الوطني الحر في مناطق أخرى.

في غضون ذلك ترى مصادر نيابية في تيار «المستقبل» بأن العلاقة ستعود من جديد انما تدريجياً، فيما لا تنفي مصادر القوات إمكانية وجود تحالف انتخابي مرتقب لكن ضمن مناطق معينة، وقد تصل الى شدّ عصب قوى 14 آذار بطلب سعودي هدفه توحيد الرؤية لخوض الانتخابات النيابية. على ان تظهر معالمها خلال اعلان تيار المستقبل بصورة رسمية عن لوائحه خلال ايام، مع الإشارة الى ان كلام الحريري قبل يومين اكد «بأن العلاقة مع القوات اللبنانية استراتيجية دائما، ونحن متوافقون في الأمور الاستراتيجية، أما في الموضوع الانتخابي فسوف ندرس مصلحة كل من تيار المستقبل والقوات اللبنانية، وفي حال إقتضى الامر سوف نجيّر أصواتنا للقوات وهم بالمقابل سيقومون بالأمر عينه».