الحريري لن يسمح بخلق أعراف جديدة في تأليف الحكومة
«القوات» تعيد النظر بالتسهيلات إذا لم يبادر عون
مع عودة الملف الحكومي إلى نقطة البداية، بعد رفض رئيس الجمهورية ميشال عون المسودة الحكومية الجديدة التي عرضها عليه الرئيس المكلف سعد الحريري، بدت الأمور أكثر تعقيداً من أي وقت مضى، بعد ما يقارب الثلاثة أشهر ونصف الشهر على التكليف، حيث تكثر الأسئلة عن الأسباب التي تدفع الرئيس عون إلى رفض كل التشكيلات التي سبق وتقدم بها الرئيس الحريري، دون أجوبة مقنعة من المعنيين، إلا إذا كان المطلوب إقصاء الشركاء في البلد لمصلحة الذين يريدون التسلط والهيمنة، على حساب مصلحة البلد والنَّاس.
وإذا كانت المبررات التي استند إليها الرئيس عون في رفضه تشكيلة الرئيس المكلف الأخيرة، أنها غير متوازنة كما تقول مصادره، فإنه لا يبدو بالإمكان في ظل الأجواء القائمة أن هناك إمكانية لتشكيل حكومة جديدة أكثر توازناً من هذه التشكيلة التي أخذت بعين الاعتبار مواقف جميع الأطراف، باعتبار أن استمرار رفض «التيار الوطني الحر» الذي يتلطى خلف عباءة رئيس الجمهورية، سيدفع القوى السياسية الأخرى وتحديداً «القوات اللبنانية» التي أبلغت أوساطها «اللواء»، أنها ستعود إلى المطالبة بخمسة وزراء، بحيث أنه ظهر بوضوح أن التسهيلات التي قدمتها من أجل المساعدة في التأليف، كان يرد عليها من قبل التيار العوني بمزيد من التشدد، وهذا ما ظهر بعد رفض الرئيس عون تشكيلة الرئيس الحريري الأخيرة.
ولفتت إلى أن «القوات»، وإذا لم يبادر رئيس الجمهورية إلى التعامل بإيجابية مع التشكيلة الأخيرة للرئيس المكلف، باعتبارها الأفضل والأكثر توازناً، فإن « معراب»، قد تلجأ إلى إعادة النظر بشكل كامل بتعاملها مع الملف الحكومي، وبالتالي فإنها ستعيد النظر بكل التسهيلات التي قدمتها، وعندها لن تقبل بأقل من خمسة وزراء، شاء من شاء وأبى من أبى، في الوقت الذي تحمل أوساط قريبة من الرئيس المكلف من وصفتهم ب» المتسلطين»، مسؤولية التعثر التي تواجهه عملية التأليف، وإصرارهم على اختلاق الذرائع لتعطيل تشكيل الحكومة، مع ما لذلك من انعكاسات سلبية على وضع البلد السياسي والاقتصادي، مؤكدة أن الرئيس المكلف سيواجه كل محاولات العرقلة ولن يتهاون أو يلين أمام الذين يضعون العصي أمام عجلات التشكيل، وسيكون حازماً في ممارسة صلاحياته ولن يسمح بخلق أعراف جديدة في عملية تأليف الحكومة.
وفي المعلومات المتوافرة لـ «اللواء»، أن الرئيس المكلف سيعاود مشاوراته مع القيادات السياسية وسيبقى على تواصل مع الرئيس عون، سعياً للتوصل إلى صيغة حكومية مقبولة من جميع الأطراف لا تعتبر تحدياً لأحد، وستكون على جدول مواعيده في الأيام المقبلة لقاءات مع عدد من القيادات السياسية للبحث معها في سبل الخروج من المأزق والإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة.