يحاول الرئيس سعد الحريري المساعدة على إنعاش حكومة الرئيس تمام سلام بعد مطالبة الأخير بتغيير آلية عمل الجلسات، لأن كل وزير له حق الفيتو الذي يعطل أي مشروع مطروح على الحكومة، ليس لأنه غير مجد، بل لحسابات الخصومة السياسية، مما جعله يرفع آخر جلسة احتجاجاً، واعداً بأنه لن يعود الى عقد أي جلسة في ظل استمرار استخدام الوزراء قوة الفيتو المعطلة للمشاريع، وهذا ما جعل الكثير منها في ادراج الانتظار.
وأفاد “النهار” مصدر من “بيت الوسط” ان الحريري انطلاقاً من تحسسه لخطورة تعطيل العمل الحكومي في ظل الفراغ الرئاسي، قرر أنه لن يغادر بيروت قبل أن يؤمّن عودة الحياة الى جلسات مجلس الوزراء. لذا كثّف اتصالاته بالمعنيين من أجل إيجاد مخرج للمأزق ضمن أحكام الدستور ووفق أحكام المادة 56 منه، يرضي جميع الأطراف.
وقال انه سيطرح المخرج الذي استخلصه من المشاورات حول البديل من الآلية، على سلام الذي عاد الى بيروت أمس وسيحضر اليوم الى مكتبه في السرايا، وهو على استعداد لمناقشة أي جديد يمكن أن يجعل الحكومة تنتج. ولم يحدد بعد أي موعد للقاء بين الرجلين، في انتظار استكمال الحريري مشاوراته، ومن بينها لقاء قريب مع رئيس حزب الكتائب أمين الجميل، الذي لم يجتمع اليه منذ عودته الى بيروت، ليدرس معه موقف الحزب في ضوء اشتراك نائبه وزير العمل سجعان قزي في اجتماع دعا اليه الرئيس ميشال سليمان يوم الجمعة الماضي في دارته وصدر بيان عنه لم يرق الحريري، مما استدعى ايفاد مدير مكتبه نادي الحريري للاستفسار عن هدف الاجتماع، ولا سيما أن لهجة البيان لا تساعد الاتصالات التي يبذلها رئيس “تيار المستقبل” لإعادة الروح الى العمل الحكومي.
والمستغرب وفقاً للمصدر المستقبلي أن الوزراء المجتمعين ينتمون الى 14 آذار أو انهم مقربون من سليمان غير البعيد عن توجه الحريري السياسي، وخصوصاً بعد نهاية ولايته الرئاسية. وتوقف المصدر عند تصريح قزي بعد الاجتماع، وقال انه “لا يمكن تسميته ولادة جبهة ولا لقاء، إذا ما عساه
يكون؟”.
وختم المصدر بأنه لم يعد من الجائز ترك الوضع في البلاد يصل الى هذه الحالة من الاهتراء وتفكك المؤسسات المكونة للوطن.
ولفت الى ان الحريري طمأن بعض المستغربين من مؤيديه انه مع التمديد للحكومة وغير مستعجل على انتخاب رئيس للبلاد، وهذا مناف
للحقيقة.