Site icon IMLebanon

الحريري لن يؤلف إلا حكومة لبنانية لا سورية ولا إيرانية  

 

بكل بساطة فإنّ الرئيس سعد الحريري لا يمكن أن يؤلف إلاّ حكومة لبنانية مئة في المئة، طبعاً لن تكون الحكومة للسوريين ولن تكون أيضاً للإيرانيين.

 

المهم أنّ رئيس الجمهورية يدرك تماماً أنّ الاتفاق بينه وبين رئيس الحكومة يؤمّن له عهداً قوياً ناجحاً والعكس يعرّض الوطن الى الشلل والسقوط… وهذا ما نتعلمه من التاريخ ولكن ليس تاريخ نائب رئيس المجلس ايلي الفرزلي الذي يبدو أنّ ذاكرته خانته وأخذ يبحث عن حجة ليقلي بها عجة أي أن يركّب قصة حدثت عام 1929 ولا نظن أنها دقيقة وهي غير معروفة، في أي حال لو عدنا الى التاريخ واستعرضنا جميع العهود لتبيّـن لنا أنه عندما يكون هناك اتفاق بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ينجح العهد والعكس يعرقل كما حدث مع الرئيس سليمان فرنجية عندما اختلف مع الرئيس صائب سلام، وهذا ما حدث أيضاً مع الرئيس الياس الهراوي الذي كان عهده أنجح عهد في تاريخ لبنان بالرغم من أنّ لبنان كان في خبر كان لا رئيس، لا قصر جمهوري، جيش مقسّم وطبعاً عندما جاء المغفور له الشهيد رفيق الحريري تمّت إنجازات لم يحدث مثلها بتاريخ لبنان من القصر الجمهوري الى مطار رفيق الحريري الى إعادة بناء المدينة الرياضية الى الجسور والطرقات والأهم مشروع “السوليدير”، ومدرج المطار الجديد.

عندما جاء الرئيس إميل لحود بخلفية أنه يريد أن ينتقم من الرئيس رفيق الحريري فأبعده عن الحكم سنتين ما بين 1998 و2000، سقط العهد وعاد رفيق الحريري الى الحكم ولكن الرئيس لحود كان همّه الوحيد عرقلة مسيرة الحريري الإعمارية، وهكذا توقفت كل المشاريع حتى استشهد الرئيس الحريري ليقتل معه مشروع إعادة بناء لبنان… باختصار شديد نعود الى تأليف الحكومة والعراقيل التي توضع في وجه الرئيس سعد الحريري:

أولاً- عقدة “القوات اللبنانية” ليس هناك في الحقيقة عقدة اسمها عقدة “القوات”، العقدة هي عقدة الوزير جبران باسيل الذي يظن أنه إذا حصل على عدد كبير من الوزراء يستطيع أن يصل الى رئاسة الجمهورية والمشكلة أنّ الشيخ نعيم قاسم قال له بالفم الملآن إنّ عدد الوزراء لن يؤهله للوصول الى الرئاسة.

من ناحية ثانية، لو نظرنا الى الحكومة المستقبلية نرى أنّ “القوات” عندها 3 وزراء مع الرابع الوزير ميشال فرعون المحسوب على “المستقبل” وعلى “القوات” ولم يكن عند “القوات” إلاّ 7 نواب بينما اليوم تنازلت “القوات” عن موقع نائب رئيس الحكومة لمصلحة رئيس الجمهورية وقبلت بـ4 وزراء فقط في الوقت الذي تملك اليوم 15 نائباً.

والجدير ذكره أنّ وزراء كتلة الاصلاح والتغيير فشلوا باعتراف من الوزير جبران باسيل الذي كان يريد أن يغيّر الوزراء الروم، بالمقابل فإنّ وزراء “القوات” كانوا من أنظف وأنجح الوزراء في هذه الحكومة.

ننصح الوزير جبران باسيل أن يهتم بتعيين وزراء ناجحين لأنّ المطلوب الاستقامة والنجاح… وأكبر دليل على سقوط وزراء “الإصلاح والتغيير” فشلهم في وزارة الطاقة من 8 سنوات، وفي الاتصالات يوم كانت في عهدتهم.

المشكلة الثانية الدرزية، وأصبح معلوماً أنه سيكون هناك وزيران لوليد بك والوزير الثالث سيعيّنه الرئيس سعد الحريري.

أخيراً، طالما أنّ أي حكومة لكي تبدأ عملها هي بحاجة الى موافقة المجلس النيابي، وبما أنّ المجلس سيّد نفسه فإنه إذا رأى أنّ الحكومة جيدة فسيعطيها ثقته وإذا لم يقتنع فإنّه يستطيع أن يسقطها.

لذلك، اتركوا الرئيسين، رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، ليتفقا على حكومة، وهما قادران على الاتفاق إذا صمت المتضررون من نجاح العهد ويفتشون على المستقبل أي أن يكون الطموح لرئاسة الجمهورية مؤجلاً في رؤوسهم.

عوني الكعكي