تكتسب لقاءات الرياض اهمية خاصة بحسب اوساط «تيار المستقبل» ان على صعيد زيارة رئيس حزب القوات اللبنانية الى الرياض، والتي حملت دلالات كثيرة كونها زيارة رسمية وشهدت لقاءات على اعلى المستويات، وصولا الى حفل استقبال السفارة اللبنانية في الرياض، او اللقاء المطوّل لجعجع مع الرئيس سعد الحريري والذي كان شاملاً في مواضيع البحث، واشارت الاوساط الى ان لقاء «الحكيم والشيخ» رسم خارطة طريق للاستحقاق الرئاسي من جوانبه كافة وكان مفصليا في غوصه في اعماق هذا الاستحاق من جوانبه كافة في ظل اتفاق الرجلين على كل النقاط التي جرى استعراضها وكيفية التعاطي مع الانتخابات الرئاسية بعد المتغيرات الاخيرة ان على صعيد مواقف العماد ميشال عون ودعمه من قبل حزب الله، وصولا الى امور كثيرة.
ومن هذا المنطلق، تضيف الاوساط استنفر مقر الحريري من خلال حركة لافتة سيقوم بها مع كوادر «تيار المستقبل» ووزراء ونواب التيار بهدف وضعهم في الاجواء بعد لقائه مع جعجع، وما نتج عنه إن على خط الاستحقاق الرئاسي او بصدد عناوين اخرى منها حوار تيار المستقبل وحزب الله او امكانية لقاء جعجع مع العما دعون، اضافة الى قوى الرابع عشر من اذار واحداث المنطقة وقضايا كثيرة ستكون من ضمن مباحثاته مع كوادره للتعاطي مع المرحلة المقبلة وفق ما حصل مؤخراً، وبالتالي ستكون توجهاته على حد قول الاوساط في المستقبل واضحة حيال هذه الثوابت والخطوط العريضةالتي سبق واعلنها في حواره المتلفز الاخير.
واكدت اوساط المستقبل انه بعد لقاءات الرياض من زيارة جعجع للمملكة واجتماعه بالحريري، ثمة محطة جديدة في سياق حراك قوى الرابع عشرمن آذار وتحديداً تيار المستقبل وحزب القوات اللبنانية، وبمعنى اوضح ان الحريري على مواقفه حيال ضرورة توافق المسيحيين والاهمية بالنسبة اليه تكمن في انتخاب رئيس للجمهورية، اي الالتزام في كل ما سبق وجرى التطرق اليه مع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في روما وباريس.
وفي سياق متصل، تلفت الاوساط الى ان اللقاءات التي شهدتها الرياض قد تتابع من خلال زيارات لقيادات لبنانية وبالمحصلة فان المحسوم وفق الاوساط انها تعتبر الاستحقاق الرئاسي شأنا لبنانياً ومن الضرورة بمكان قراءة موقف السفير علي عواض عسيري اثر استقباله وفد الرابطة المارونية، اي اشادته بدور المسيحيين الطليعي واهمية انتخاب الرئيس الماروني وان يكون له دور اساسي وبالتالي تؤكد الشخصيات المذكورة ان المملكة ليس لديها اي مرشح وانما تعتبر انتخاب الرئيس الجديد للجمهورية حاجة ملحة لما ينطوي عليه ذلك من انعكاسات ايجابية على صعيد المعطى الدستوري وتفعيل المؤسسات والاستقرار في لبنان.
واخيراً، لا تستبعد الاوساط ان يتفاعل هذا الحراك الذي سيقوده الحريري باتجاه قيادات من قوى الرابع عشر من آذار او مع رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط ومن يمثله، ما يعني ان هذا الدفع وتلك المرحلة الواسعة من الاتصالات في الرياض ربطا بالزيارة التي قام بها الموفد الفرنسي جان فرنسوا جيرو وزيارته الى طهران ومن ثم الى الرياض، فهذه المعطيات تؤشر الى اندفاعة صاروخية باتجاه الاستحقاق الرئاسي، ولكن الى الان ليس من شيء جاهز او هناك ما يؤكد ان الرئيس سينتخب في فترة قريبة، وانما وامام هذه الوقائع التي تجري، تبقى كل الاحتمالات واردة.