IMLebanon

قناعة عربية ودولية بعجز الطبقة الحاكمة عن استيلاد المخرج للمأزق القائم

 

 

الاعتذار أقرب من أي وقت.. و«العهد» لم ينفك عن خوض معركة الثلث المقنع

في الوقت الذي يستمر فيه اللبنانيون ضحية الانهيار الاقتصادي والحياتي المتزايد على مختلف المستويات، على وقع ارتفاع وتيرة احتجاجات الشارع في جميع المناطق، ووسط حذر شديد من الآتي الأعظم، وفيما تزداد معاناته اليومية على أكثر من صعيد، من دون بروز أي مؤشرات إلى قرب تشكيل حكومة جديدة تخرج اللبنانيين من النفق، لا ترى مصادر سياسية أي إمكانية للخروج من النفق، مشيرة إلى أن البيان الأميركي الفرنسي السعودي الأخير، لا يبدي تفاؤلاً بجدية القيادات اللبنانية على إخراج البلد من الأزمات التي يواجهه، ولافتة إلى أنه ولو سجل دخول سعودي على خط الأزمة اللبنانية، إلا هناك قناعة لدى الأطراف الثلاثة بوجود عجز كامل لدى المسؤولين اللبنانيين عن إخراج لبنان من مأزقه، بعدما أدركت العواصم المعنية أنه ليس من السهولة التعامل مع الطبقة السياسية التي تتحكم بمفاصل اللعبة في لبنان، وهي التي تصر على التصرف بمقدرات البلد، واضعة مصالحها قبل مصالح اللبنانيين العاجزين عن الخروج من المأزق.

ad

 

ومع انسداد مخارج الحلول، في ظل العجز المطبق عن كسر الجمود الذي يغلف عملية التأليف، فإن كل المعطيات تؤشر إلى أن برميل البارود الاجتماعي والحياتي في لبنان، مرشح للانفجار في أي لحظة، بعدما بلغ الفقر والإذلال وانعدام الحس بالمسؤولية لدى الحاكمين، مستويات غير مسبوقة في تاريخ البلد، الأمر الذي يشرع الأبواب أمام «إعصار» الشعب المنتظر الذي سيأخذ معه كل شيء. وهذا مرده إلى اتساع نطاق حالة الغضب العارم التي تسود السواد الأعظم من اللبنانيين الذين لم يعد بمقدورهم تحمل تبعات الانهيار الاقتصادي والمالي الذي يرزح تحته لبنان منذ ما يقارب السنتين، ما أفقدهم أدنى مقومات الصمود والعيش الكريم.

 

انعدام الحس بالمسؤولية بلغ مستويات غير مسبوقة لدى المسؤولين الحاكمين

 

ومع ترقب عودة الرئيس المكلف سعد الحريري المتوقعة إلى بيروت، في الساعات المقبلة، حيث من المقرر أن يلتقي رئيس مجلس النواب نبيه بري، للبحث في آخر التطورات المتصلة بمبادرته التي تصر «عين التينة» على التمسك بها، لا تحمل المعطيات المتوافرة، ما يشير إلى إمكانية حدوث تغيير ملموس في الواقع الحكومي المأزوم، في ظل استبعاد أن يكون لدى الرئيس الحريري جديد في هذا الملف، حتى أن هناك من يستبعد أن يبادر الرئيس الحريري إلى تقديم تشكيلة جديدة إلى رئيس الجمهورية، إلا إذا كان على قناعة بأن الأخير سيتعامل معها إيجاباً، وهو أمر مستبعد، إستناداً إلى ما يقوله المقربون من الرئيس المكلف لـ«اللواء»، توازياً مع استمرار مفاوضات «حزب الله» مع النائب جبران باسيل رئيس تكتل «لبنان القوي»، والتي لم تفض إلى أي نتيجة، بعدما برز أن عقدة الثلث المعطل لا تزال موجودة من خلال الإصرار على ان يكون لرئيس الجمهورية ومن ورائه التيار الوطني الحر دور بتسمية الوزيرين المسيحيين وهو ما لن يسمح به الرئيس الحريري بأي شكل من الأشكال، وبالتالي فإن الأمور تراوح مكانها مع غياب أي تقدم جدي، إضافة إلى مسألة حصول الرئيس على ثمانية وزراء من دون كتلة التيار وهي إشكالية، ما من طرف سيقبل بها».

 

ورغم إصرار الرئيس بري على التمسك بمبادرته، إلا أن ممارسات رئيس «العوني»، توحي بأن العهد لن يوفر الأجواء الملائمة لوصول الأمور إلى خواتيمها السعيدة، بعد المواقف الأخيرة التي صدرت عن باسيل وفريقه السياسي، والذين يدورون في فلكه. وهذا ما قد يطيح هذه المبادرة، لتلقى مصير سابقاتها. وهذا بالتأكيد سيدفع الرئيس الحريري إلى وضع كل الخيارات على الطاولة، بما فيها الاعتذار، باعتبار أنه لن يرضى أن يبقى جزءاً من هذا الكباش الحاصل على حساب الشعب والوضع المعيشي الاجتماعي الصعب الذي يعانيه اللبنانيون.

ad

 

واستناداً إلى معلومات «اللواء»، فإن الاعتذار بات مرجحاً أكثر من أي وقت مضى، بعدما لم يبد فريق رئيس الجمهورية أي تجاوب مع المساعي الآيلة للإسراع في تأليف الحكومة التي لا تزال عالقة عند الثلث المعطل المقنع الذي يتمسك به التيار «العوني»، ولا يريد التنازل عنه، وهو وإن كان أبدى موافقة مشكوك كثيراً في صحتها، في ما يتصل بحكومة الـ24، إلا أنه يحاول الالتفاف على هذه الموافقة «المفخخة»، باشتراط تسميته الوزيرين المسيحيين، وهو ما لم يرق للرئيس بري، في حين أن الرئيس المكلف بات أكثر إدراكاً لنوايا فريق العهد التعطيلية، وتالياً لا يمكنه أن يستجيب لهذا المطلب.