اجتماعات شكلية بصفر حكومي… والانتظار سيطول
هل يعتذر الحريري مُفسحاً المجال لمحمد فهمي؟
رغم اشاعة البعض بالساعات الماضية لاجواء ايجابية، معوّلين على الاجتماع الذي عقد مساء امس، بين رئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل، والخليلين (المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين خليل والمعاون السياسي لرئيس مجلس النواب علي حسن خليل) اضافة الى الحاج وفيق صفا، والذي قيل ان باسيل ينتظر فيه معرفة التزام الرئيس المكلّف سعد الحريري بتشكيل الحكومة وفقاً للأصول الدستورية والميثاقية، بعدما كان التكتلّ قدّم بحسب مصادر «التيار» كل التسهيلات الممكنة في هذا المجال، باستثناء رفض تكريس مبدأ المثالثة من بوابة الحكومة، فاجتماع الامس، لم يحمل بحسب المعلومات، اي طرح جديد، انما كان الهدف منه تبريد الجوّ بعد تبادل البيانات قبل اسبوع على خط «بيت الوسط»- بعبدا – ميرنا الشالوحي، لمحاولة القول بان مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري لا تزال قائمة، الا ان هذا الامر لا يعني ابدا ان المبادرة حقّقت تقدّماً ابعد من ذلك.
وبالتالي، اتى اجتماع الامس، ليؤكد اقله اعلاميا، اي في الشكل، ان قنوات الاتصال لا تزال مفتوحة بين الاطراف المعنية بتشكيل الحكومة، فالمصلحة، تقتضي بحسب اوساط مطلعة، استمرار مبادرة بري وابقائها على قيد الحياة، ولو انها تنازع الى ان تترك لتموت بصمت».
وفي هذا السياق، وفيما لفت ما نقل عن بري لناحية تأكيده لنقيب محرري الصحافة، ان هذا الاسبوع سيكون حاسما حكوميا ، فقد اتى كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ليختصر كل المشهد، عندما شدد على وجوب تشكيل الحكومة سريعا، مجددا دعمه لمبادرة بري، الا ان الاهم هو قول السيد : «ما حدا يحط مهل لتشكيل الحكومة لا اسبوع ولا 2 ولا 7 اشهر»!
هذه الجملة الاخيرة، تظهر بوضوح ان لا شيء يوحي بحكومة قريبة، رغم كل الاجواء التي كانت تبث عمدا لاشاعة اجواء ايجابية، والاهم في ما قاله السيد نصر الله ان الانتخابات النيابية المبكرة هي ملهاة للناس ولن تغير شيئا جوهريا. هذا الكلام اتى وسط تأكيد مصادر مطلعة ان «المستقبل» تراجع اقله راهنا عن فكرة استقالة كتلته من مجلس النواب، الا ان اعتذار الحريري يبقى احتمالاً مطروحاً.
وفي هذا الاطار، تقول المعلومات، ان الحريري اكد امام نواب كتلته التي اجتمعت امس، ما مفاده: «بعدا مش خالصة»، لكنه اكد ان بري مستمر بمسعاه وهناك اتصالات تجرى، كما تشير المعلومات، الى ان الحريري ابلغ بعض المقربين بان بري يتمسك بعدم اعتذاره، وهذا ما يمنعه من الاقدام على هذه الخطوة، وبالتالي فهو ماض بالتكليف وينتظر اقله من هنا حتى الشهر المقبل، وبعدها لكل حادث حديث وقد يتخذ حينها قرارا مفاجئا.
اما على خط بعبدا، فلا يزال الترقب سيد الموقف، وتؤكد مصادر مطلعة على جوها، ان اي جديد لم تتبلغه بعد، الا ان هذا الانتظار، بحسب المصادر، لن يطول ابعد من نهاية هذا الاسبوع لاتخاذ اجراءاتها التي يمكن ان تكون متدرّجة وصولاً الى الحل، خصوصاً ان الرئيس ميشال عون لن يقبل باستنزاف ما تبقّى من ولايته الرئاسية بلا حكومة تعالج وتنطلق بالاصلاح.
وبالانتظار، وفيما تصر غالبية الاطراف على ان العوائق امام تشكيل الحكومة داخلية ، تؤكد أطراف اخرى، ان هناك عاملا خارجيا لا يمكن الا ان يكون له تأثير على الساحة اللبنانية، وهو الانتخابات الايرانية في 16 الحالي، اذ تقول بعض المصادر، ان ايران لن تبرم اتفاقا نوويا جديدا مع الولايات المتحدة الاميركية الا بعهد رئيس جديد.
وفي اطار الحديث عن الخارج، فقد لفت تأجيل الزيارة التي كانت مقررة امس، لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، مع اعلان السفارة الروسية في لبنان ارجاء الزيارة، حيث جاء في البيان انه تم الاتفاق مع جنبلاط على تأجيل الزيارة التي كانت مقررة اليوم الى موعد يحدد لاحقاً، وذلك بعد القيام بالترتيبات لزيارته الى موسكو للقاء وزير الخارجية سيرغي لافروف ونائبه ميخائيل بوغدانوف.
وفي هذا السياق، اوضحت مصادر «الاشتراكي» بان اسباب التأجيل هي تقنية بسبب تضارب مواعيد، لافتة الى ان جنبلاط تبلّغ تأجيل الزيارة من دون ان يتمّ تحديد موعد جديد لها.
ونقلت بعض الاوساط المطلعة على الجو الروسي أن جنبلاط تبلّغ بمرض الوزير لافروف، وبناء عليه، ارجئت الزيارة، الا ان العمل جارٍ لتحديد موعد جديد، وهو سيكون قريبا.
وبانتظار كيف سيرسو عليه المشهد بالاسابيع المقبلة، ترجح المعطيات ان ينتظر الحريري بضعة اسابيع قبل اتخاذ الموقف المفاجئ، كما يصفه بعض المطلعين على جو «المستقبل»، فهل يعتذر الحريري بعد شهر عندما يكون الاتفاق قد انجز على حكومة انتخابات؟ وهل يكون لوزير الداخلية الحالي محمد فهمي دور محوري في المرحلة المقبلة، فتوكل له مهمة رئاسة حكومة انتخابات بعدما نجح بنسج علاقات اكثر من ممتازة مع مختلف الدول وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، بعدما كانت لافتة زيارته الاخيرة للسفير السعودي تضامنا وتكليفه التواصل مع المملكة بملف شحنة الكبتاغون، وبعدما كان قد حرص طيلة توليه لوزارة الداخلية على ابقاء علاقاته جيدة مع الحريري؟ او اننا سنكون امام «معجزة ما» تفرج قريبا عن حكومة برئاسة الحريري، بعدما يكون الجميع قد اقتنع بان التنازلات باتت اكثر من ملحة تسأل خاتمة اوساط بارزة!