تجاوز عدد اللوائح الانتخابية في دائرة بيروت الثانية كل التوقعات، وسجل رقماً قياسياً نسبة للدوائر الاخرى ما يطرح اسئلة عديدة حول الاسباب والنتائج المحتملة للتنافس بين هذا العدد الكبير من المرشحين على 11 مقعداً.
ووفقاً للاجواء السائدة ومصادر متابعة لمسار المعركة، فان الرئيس سعد الحريري وفريقه مرتاحان رغم كثرة اللوائح بهذا الشكل «الفضفاض»، خصوصاً وان التقارير التي تنقلها جهات معنية تفيد بأن المنافسة ستكون بين اربع لوائح على الاقل، وبان الحريري سيجتاح بـ3 مرشحين وربما اكثر في هذه الدائرة، لان رصيده في هذه الدائرة قوي.
وتقول مصادر معارضة للحريري ان توزع الاصوات بين هذا العدد من اللوائح لن يفيد لائحة الحريري كثيراً كما هو متوقع عادة لان الاصوات التي ستنالها اللوائح الاخرى ستكون من حسابه وليس من حساب اللائحة الاساسية المنافسة. اي لائحة تحالف الثنائي الشيعي و«الاحباش» وقوى 8 آذار.
وتضيف المصادر ان اصوات هذه اللائحة المنافسة هي اصوات ثابتة ومحسوبة بدقة، حيث ان نسبة الناخبين المؤيدين لحركة «امل» وحزب الله من الشيعة تتجاوز الـ85 بالمئة، وان الكتلة الناخبة لـ«الاحباش» هي كتلة ثابتة ومحكمة كما ظهر في الانتخابات النيابية السابقة وفي البلديات.
وهذا يعني ان معظم اللوائح ستأخذ من رصيد تيار المستقبل، خصوصاً ان مرشحيها محسوبون معظمهم على العائلات البيروتية والجمعيات المدنية في العاصمة.
وقبل شهر من الاستحقاق الانتخابي تسجل المصادر ملاحظات عديدة على سير الحملة الانتخابية للائحة الحريري ابرزها:
1- بروز ثلاثة مرشحين اساسيين على حساب باقي اعضاء اللائحة هم:
الرئيس سعد الحريري، الوزير نهاد المشنوق، والرئيس تمام سلام. بينما يكاد بعض اسماء هذه اللائحة يكون مغموراً.
2- تكاد الحملة الاعلامية والشعبية محصورة لصالح المرشحين الثلاثة، ما يفرض على لائحة الحريري وماكينتها الانتخابية بذل مجهود مضاعف لتوزيع الصوت التفضيلي في الاحياء، مع العلم ان مثل هذه العملية دونها صعوبات واعتبارات عائلية ومناطقية ومذهبية ايضاً.
3- طبيعة القانون التي تفرض جواً تنافسياً داخل اللوائح الانتخابية، وهذا ينسحب بطبيعة الحال على لائحة الحريري التي يتفاوت فيها الحضور بين مرشحيها بشكل كبير.
وازاء هذا الوضع الدقيق يحاول الرئيس الحريري وفريقه السعي لزيادة نسبة التصويت من اجل زيادة الحاصل الانتخابي والتقليل من فرص اللوائح المنافسة قدر الامكان.
من هنا رفع رئيس الحكومة وتيار المستقبل سقف خطابهما الانتخابي لا سيما ضد حزب الله معتمدين اسلوب التخويف بطريقة مجموعة، ما جعل بعض المشاركين في اللقاءات الانتخابية للائحة الحريري ومنهم فعاليات ومخاتير يبدون ملاحظات اعتراضية صريحة على مثل هذا الاسلوب كما حصل في اجتماع انتخابي للامين العام للمستقبل احمد الحريري وعائلات بيروتية.
وتقول المصادر ان هذا الاسلوب اصبح مستهلكا ولم يعد يؤدي الغرض المطلوب، لا بل ان هموم المواطنين هي في مكان آخر وتكاد تنحصر في الهموم المعيشية اليومية وما يعاني منه ابناء بيروت كسائر المواطنين في مناطق اخرى من ضائقة معيشية وبطالة ووضع اقتصادي وخدماتي صعب.
وبرأي المصادر ان هذا الخطاب المتشدد يمكن ان يؤثر على نسبة قليلة من الناخبين لا تتجاوز العشرة او الـ15 بالمئة، لكنه لن يعوض عن الاصوات التي يتوقع ان تخسرها لائحة الحريري لحساب اللوائح الاخرى.
وفي المحصّلة تعتقد المصادر ان تيار المستقبل يرجح ان يخسر اربعة مقاعد في بيروت الثانية عدا عن المقاعد التي خسرها اصلاً في بيروت الاولى التي خرج منها والتي كان نصيبه فيها ثلاثة مقاعد ارمنية ومقعد كاثوليكي للوزير ميشال فرعون الذي اعلن منذ فترة خروجه من كتلة المستقبل.