يبدو ان «انتانات» رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ما زالت قوية الالتقاط، ففي حديث له لاحدى الصحف الخليجية، اشار جنبلاط الى ان الرئيس المكلف سعد الحريري، لن يكون قادراً على اطلاق تشكيلة حكومية قريباً، «الا اذا سحب ارنباً من كمه»، وجاءت اخبار مساء امس، تكشف حقيقة الارنب، الذي سحبه الحريري من كمه، حيث تم تداول اتصال أجراه الحريري، بحليفه» رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع طالباً منه المساعدة على فك عقدة تبادل الحقائب، التي خلقها رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، وتبناها الرئيس المكلف وحملها الى رئيس مجلس النواب نبيه بري طالباً التخلي عن وزارة البيئة للتيار الوطني مقابل وزارة الاعلام، فرفض بري الاعلام وطالب بوزارة الصناعة، ورفض جنبلاط العرض، متمسكاً بوزارة الصناعة، ولم يبق في الميدان، سوى جعجع، الذي سبق وقدم العديد من التسهيلات، فاستنجد به الحريري طالباً التخلي عن حقيبة الثقافة مقابل وزارة الدولة، «التنمية الادارية»، وكان جواب جعجع وفق المعلومات انه سيطرح الامر على اجتماع لنواب «تكتل الجمهورية القوية».
من حيث المبدأ، كان حزب القوات اللبنانية يرفض اي بحث في تداول للحقائب، بعدما ابلغه الرئيس المكلف بالحقائب التي اسندت اليه، وهي وزارة العمل، وزارة الشؤون الاجتماعية، وزارة الثقافة، ومنصب نائب رئيس الحكومة، ووافق الحزب على هذا العرض وسمى وزراءه معتبراً ان الامر نهائي. ولم يعرف موقف الدكتور جعجع الا في الساعة السادسة والنصف وكان ايجابياً، كما يتمنى الحريري لاعلان تشكيلته.
علماً بأن مؤتمر «سيدر» ناقش من ضمن اهتماماته الوضع الاداري المهترئ في لبنان، والمبالغ الكبيرة التي تهدر كرواتب، وكايجارات ونفقات وخصص مبالغ «حرزانة» لاصلاح الادارة وترشيقها، وتحديثها، ومن غير المعروف اذا كان حزب القوات اللبنانية، سيأخذ هذا الامر في الاعتبار، ام انه، سيعتبر عملية التبادل هذه، حلقة من حلقات تهميشه واحراجه على أمل اخراجه، وتوزيع حقائبه المقررة له، على المحظيين من التسوية الرئاسية التي تمّت بين الرئيس العماد ميشال عون، والرئيس المكلّف سعد الحريري، الاّ اذا عاد حزب القوات الى القبول بوزارة الاعلام التي يشغلها ملحم الرياشي، من ضمن شروط معيّنة، كمثل تنفيذ ما اقترحه رياشي، وما زال في الأدراج، وتعزيز ميزانية الاعلام في موازنة عام 2019، شعوراً منه بأن وجوده داخل الحكومة بالوزراء الذي اقترحهم، سيسمح له بمحاربة الهدر والفساد بفاعلية اكبرمن وجوده خارج الحكومة.
وبعد اعلان جعجع قبول القوات مبادلة «الثقافة» بـ«التنمية الادارية» يمكن تأكيد نبوءة جنبلاط بأن ارنب الحريري وقبول جعجع انقذ الحكومة والدولة.