Site icon IMLebanon

 لقاء الحريري «العائلي» مع الملك سلمان عزز موقعه

 

لم تجد الساحة الداخلية اللبنانية ما يملأ فراغ الانتظار الثقيل الى حين عودة رئيس الحكومة سعد الحريري من زيارته «العائلية» للمملكة العربية السعودية نسبة لما سيترتب عليها من نتائج على اكثر من مستوى، الا بعض السجالات الداخلية، التي تحمل في طياتها بذور التباعد الانتخابي وفي مقدمتها ملف بواخر الكهرباء الموضوع على نار حامية، والذي يهدد بتفجير ازمة كبيرة بين حزب الله والتيار الوطني الحر، خصوصا بعد موقف وزير الطاقة من نائب امين عام حزب الله، وما استجر على خط بيت الوسط ـ بعقلين

وبانتظار عودة الرئيس الحريري من المملكة للبناء على نتائجها السياسية اولاً لجهة العلاقة مع الحلفاء والخصوم على السواء، والانتخابية ثانياً لناحية تركيب «بازل» التحالفات، وفيما تُسجّل بورصة الترشيحات للانتخابات ارتفاعاً في عدد الطلبات عشية انتهاء مهلة تقديمها في 6 الجاري، بدأت صورة مرشّحي «المستقبل» تتوضّح تباعاً في بعض الدوائر من دون حسم، حيث ينتظر اعلانها قبل 10 آذار كحدّ اقصى، اما في احتفال انتخابي صرف يقتصر اضافةً الى المرشّحين على الماكينة الانتخابية واعضاء المكتب السياسي، او حفل جماهيري كبير يضمّ الى هؤلاء، اعضاء الكتلة النيابية، الوزراء، الكوادر الحزبية، رؤساء المنسقيات والمكاتب وحشد من مناصري التيار من مختلف المناطق.

وتقول مصادر متابعة للزيارة ان لقاء الرئيس الحريري «العائلي» مع الملك سلمان عزز موقعه وهذا ما بدأ يثير مخاوف حلفائه واخصامه حيث دخلوا في نقاشات وسجالات ستؤثر على التحالفات الانتخابية، حيث بقيت صورة التحالفات ضبابية على مستوى العديد من القوى والدوائر رغم اقتراب موعد اقفال باب الترشيحات في السادس من الشهر الحالي وقبل ايام من فتح باب تسجيل اللوائح، وسط الحديث عن عقد اجتماع تنسيقي بين الازرق والبرتقالي بهدف توطيد العلاقة اكثر بين التيارين وتعزيز التفاهمات وتحصينها والتشديد على التعاون في مجالات مختلفة، دون ان يلامس البحث اي تفاصيل انتخابية على ما اشارت مصادر متابعة.

مصادر تيار المستقبل اشارت الى أن المؤشرات الأولى لزيارة رئيس الحكومة «العائلية» إلى المملكة «إيجابية جدا» تتم بحسب ما تشتهيه سفن الفريق الأزرق، كاشفة أن زيارة «الشيخ» سعد الحريري إلى الرياض لم تكن وليدة ساعتها، بل سبقتها اتصالات بعيدة عن الأضواء، واصفة ما يجري بالارادة الواضحة لتصحيح «سوء الفهم» السياسي، مشيرة إلى حرص المملكة السعودية على ألا يكون لحزب الله النصيب الأكبر في الانتخابات التشريعية.

ورأت الاوساط نفسها ان اللقاء مع ولي العهد الامير محمد بن سلمان والذي رشح بان طابعه سيكون  اجتـماع عمل رسمي يؤمل منه ان يصوب بوصلة العلاقات الحريرية السعودية وبوصلة العلاقات اللبنانية السعودية من الانتخابات بتحالفاتها مرورا باحياء المساعدات الانمائية وصولا الى المشاركة السعودية في مؤتمرات الدعم وقبل هذه كلها التشدد في مواجهة التيار الايراني وتفعيل النأي بالنفس، سيكشل نقطة محورية وحاسمة فيما خص مستقبل العلاقات بين الطرفين.

اشارة هنا الى ان كتلة حزب الله النيابية اللافتة، لجهة شجبها أي تدخل خارجي في الشأن الانتخابي الداخلي، والغمز من قناة التحريض السياسي واستخدام المال السياسي،داعية الى مراقبة التغييرات التي قد تطرأ على تحالفات التيار الازرق ليس في اتجاه الوطني الحر،بل في اتجاه احزاب اخرى.

لكن السؤال الذي يطرحه كثيرون هل سيعود رئيس الحكومة الى بيروت ثابتا على تموضعه الحالي؟ وماذا عن التحالفات الانتخابية؟

اكيد ان العوامل السياسية وترقّب نتائج مشاورات الحريري في المملكة العربية السعودية، ليسا وحدهما ما يؤخر جلاء معالم الصورة الانتخابية، حيث ان قانون الانتخابات، بحد ذاته يحمل في طياته وبين سطوره، ما يكفي من الشروط والتفاصيل التي تجعل كل القوى تتريث في عقد التحالفات وحسم الخيارات، مخافة الاقدام على اي خطوات ناقصة، في زمن اعادة رسم خريطة توزيع القوى واصرار البعض على ان تأجيل الانتخابات بات حتميا نتيجة التازم الاقليمي من اسرائيل الى العراق مرورا بسوريا.