باتت التحالفات السياسية بين بعض الأفرقاء السياسيين، والتي شهدت مراحل تحالفية هي الأبرز على الساحة المحلية، ولا سيما بين رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط، مهدّدة بالإنفراط، إذ تشير معلومات سياسية الى أن المرحلة المقبلة على موعد مع تحوّلات جذرية على صعيد التحالفات السياسية والإنتخابية، بحيث يتم التداول بحلف جديد بدأت تظهر معالمه، وسيتعدى النطاق السياسي إلى الإنتخابي، وتحديداً بين «الثنائي الشيعي» والإشتراكي، مع استمرار التنسيق والتحالف السياسي والإنتخابي بين الإشتراكي و«القوات اللبنانية». وتقول المعلومات، أن الغزل المتواصل بين المختارة ومعراب تزامناً مع لقاءات تنسيقية دورية في معظم قرى وبلدات الجبل، إضافة إلى إشادة النائب جنبلاط بجهود النائب جورج عدوان، تشكّل مؤشّرات واضحة على المسار الجديد الذي سيسلكه الإشتراكي في المرحلة التي ستلي حسم قانون الإنتخاب الجديد.
وعلى خط موازٍ، تكشف مصادر نيابية متابعة لهذا المسار الجديد، عن أن الحليف الجديد لتيار «المستقبل» سيكون «التيار الوطني الحر» من جهة، و«القوات اللبنانية» من جهة أخرى، لافتة إلى أن التنسيق مع «القوات» ستحدّده الظروف الإنتخابية لكل منطقة. كذلك، تحدّثت عن تنسيق انتخابي سيحصل بين «المردة» و»المستقبل» في عكار.
وعلى المستوى السياسي، فقد لاحظت المصادر نفسها، أن التفاهم بين العونيين والمستقبليين قد بلغ مراحل متقدمة جداً، وأن هذا الأمر لا بد وأن يترجم انتخابياً في بيروت، وربما في إقليم الخروب والبقاع الغربي، حيث بدأت الماكينات الإنتخابية لهذه القوى بدراسة الواقع الميداني في مناطقهما المشتركة.
أما لماذا خرجت الأمور عن مسارها السابق، ووصل التراشق إلى مرحلة غير مسبوقة بين الحريري وجنبلاط، فتقول المصادر ذاتها، أن هذا الأمر يعود إلى تباينات سياسية ومناطقية، ولعلّ أبرز نقاط الخلاف التي شكّلت «القشّة التي قصمت ظهر العلاقة الحريرية ـ الجنبلاطية» هي موقف الحريري من القانون التأهيلي، إضافة إلى قضايا أخرى غير معلنة. وفي هذا الإطار، فإن تساؤلات جدية بدأت تطرح حول ما سيكون عليه الوضع الإنتخابي في إقليم الخروب والبقاع الغربي، في ضوء مؤشّرات على استحالة رأب الصدع بين «بيت الوسط» وكليمنصو، وذلك قبل الإفطار الأخير، حتى أن تعميماً جنبلاطياً قضى بعدم المشاركة في إفطار السرايا الجامع، وهذا يدلّ على حجم الخلاف بينهما.
كذلك، تقول المصادر ذاتها، أن جنبلاط يرسل إشارات إيجابية لـ«حزب الله» عبر التمثيل الدرزي من مشيخة العقل إلى الحزب الإشتراكي، اللذين شاركا مرتين على التوالي في ذكرى القائد مصطفى بدر الدين، وفي عيد «المقاومة» في الهرمل. يضاف إلى ذلك، التحالف التكاملي بين الإشتراكي وحركة «أمل»، والذي يعتبر من الثوابت الجنبلاطية، إذ أن الرئيس نبيه بري ما زال حتى اليوم يؤكد في مجالسه أنه «لا يمشي بأي قانون لا يوافق عليه جنبلاط». ويبقى أن نضوج هذه التحالفات مرتبط بما قد يحصل في المنطقة، ولهذه الغاية، فإن جنبلاط يراقب الوضع السوري، ودور «حزب الله» على وجه الخصوص، ونتائج جولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في المنطقة، والتي تظهر بشكل متتال من خلال التطوّرات العسكرية على الحدود السورية ـ الأردنية. وتعتبر المصادر عينها، أنه في حال حصول أي مواجهات عسكرية في هذه المنطقة، فإن تداعياتها ستصل إلى السويداء فجبل الشيخ، ومنها إلى راشيا والبقاع الغربي بشكل عام. وفي هذا المجال، توقعت المصادر نفسها، أن يقوم جنبلاط قريباً بعدة جولات إلى عواصم القرار الغربية.
وفي سياق متصل، فقد أشارت معلومات ديبلوماسية إلى تأكيد أكثر من جهة ديبلوماسية غربية، على وجوب بقاء التحالف بين الحريري وجنبلاط، رغم التباينات الحاصلة بينهما في المرحلة المقبلة، ولكن يظهر أن سيد المختارة سائر في تغريداته منتقداً وساخراً من كل فريق الرئيس الحريري، مما يشير إلى أن أي استقرار للعلاقة في المستقبل قد يحصل، ولكن من المستحيل أن تعود إلى سابق عهدها، حيث أن أحد النواب قال بالأمس» إن الكلام الكبير للرئيس الحريري، هو جرس إنذار للواقع الذي وصلت إليه العلاقة مع المختارة من تصعيد خطر».