Site icon IMLebanon

رحلة الحريري طويلة هذه المرة… والعودة غير مضمونة إلا إذا…

الرجعة لورا ما بتفيد… ويلّي صار صار»… «استودع الله لبنان وشعبه»

 

يوم اثنين حافل، و «من العيار الثقيل» كان امس. بداية: اوله عودة الوزراء الى طاولة الحكومة، بعد فك اسرها، و»العود غير أحمد للبنانيين» مع «موازنات النيترات»، ثانيا: بدء العد العكسي للمهلة التي أعطاها وزير الخارجية الكويتي،»ونحنا وشطارتنا بقى»، ثالثا: والأهم دخول «الحريرية السياسية» الى «فريزر الانتظار» حتى إشعار آخر «مكرهة لا بطلة»، «فيلي من ايدو الله يزيدو».

 

بعيدا من طبيعة موقف الشيخ سعد «لاستراحة المحارب» التي قررها لنفسه ولتياره، والسقف الذي وضعه لانكفائه في جزئيه الشخصي او العام، محددا الاسباب الموجبة لكل ذلك، يقف لبنان اليوم على مفترق طرق خطر، ليس على مستوى «بيت الحريري» تحديدا، انما على واقع الطائفة السنية اولا، وما ستفرزه صناديق الاقتراع في ايار المقبل،»اذا ما صدقت النيات»، في ضوء غياب الزعامة السنية التي فرضت نفسها لاعبا اساسيا منذ عام 2005.

 

ففي كلمات قليلة، وبغصة ودمعة، ودّع سعد الحريري السياسة، مقدما جردة حساب، تاركا للتاريخ ان يحكم، مستودعا «الله لبنان وشعبه» تماما كما فعل والده يوم قرر الخروج من جنة السلطة. فانكفاءة الامس جاءت نتيجة حتمية للسياسات التي اعتمدها بعدما بايعه العالم الزعامة، رغم محاولات تبريره لكل ما قام به، متذرعا من جديد بالمصلحة الوطنية، رغم اقراره بان مسلسل التسويات وكؤوس السم التي تجرّعها بارادته، من تسوية الدوحة الى زيارة سوريا، وصولا الى انتخاب الرئيس عون، وتكريس النفوذ الايراني في لبنان، ساهمت في «نحره» و»انتحاره»، وفقا لمصادر متابعة، مشيرة الى انه الكلام نفسه الذي كرره امام بعض من التقاهم «الحديث في الماضي ما عاد يفيد، ويلي صار صار واليوم صرنا هون».

 

بصراحة ووضوح قالها وان «بغصة»، مقفلا الستارة على مرحلة من تاريخ البلد قد يكتب فيها وعنها الكثير، ململما أوراق مشروعه الذي لم يكتمل، ليمشي «خطوة خليفاني، بلكي بترجع عشرة قدماني». فالشيخ سعد الذي اخرج من جنة الحكم والرأي، على يد من حرره ذات يوم من أسر ملكي، كما يدعون، قرر بمحض ارادته، وإن مكرها لا بطل على أن «ما يدق باب المجلس الانتخابي» مخرجا معه هذه المرة مجموعة الأربعة، والأهم من ظن انه قادر على وراثته كمشروع وكشارع.

 

صحيح ان «علك الموضوع واللت والعجن» فيه لايام افقده نكهته ومازيته، كما عنصر المفاجأة والتشويق. قد يكون عن سابق اصرار وتصميم «لتبليع» جمهوره وحلفائه الكأس المرّة، هو الذي لم يخفِ عمن زاره في أبو ظبي نيته بتعليق حياته السياسية الرسمية، دون أن يعني ذلك ابتعاده عن الشؤون الوطنية، للملمة نفسه ماليا وتقييم تجربته بنجاحاتها وفشلها، آملاً في اعادة ترميم علاقته مع المملكة العربية السعودية، التي خيب ظنها لفترة طويلة، والأهم إعادة غربلة «تيار المستقبل» وتنقيته بعد سلسلة الخيبات التي مرّ بها، بعضها بسبب قصر نظر قيادييه، وفقا لاوساط قريبة من بيت الوسط.

 

اكيد ان حفلات اللطم والندب بدأت منذ يومين عند حلفائه، من «بيك» المختارة إلى «نادي الأربعة»، فيما خصومه في الداخل والخارج «ما زالت الأفراح في ديارهم عامرة»، خصوصا البرتقالي الذي وعد بإخراج الحريري من اللعبة ووفى، ما يعطيه املاً ودفعا في معركته الجديدة تحت شعار «اجا دورك يا نبيه» الذي لا يخفى لا من قيادي ولا من مناصر، يجاهرون بالانجازين ويتباهون بتحررهم من الشيخ وتحرير البلد من «الاستيذ» قريبا هذا» اذا ضل مخبر».

 

«عالسكت وصل وعالسكت راجع يفل» إلى حيث قرر ان يستريح لا ان يتقاعد، بعد الفرمان الملكي الذي أعطاه فترة سماح جديدة مشروطة تحدد مستقبله السياسي «اذا استلحق حاله وعرف خلاصه»،على ما يؤكد زوار المملكة، أما الأزرق «فمقدور عليه» «يلي جمعو اول مرة بيرجع يجمعو»… فهل تصح الرؤية البرتقالية «يا تنينا برا يا تنينا جوا»؟ واضح ان الانتخابات اذا حصلت فقد تغير طعمها، وواضح ان كل الاحصاءات بحاجة لاعادة نظر والأهم ان العقد السداسي فرط.

 

نطق جوهرته و»بق بحصته» وقال «يلّي عندو»، رغم أن الجميع متيقّن أن ما قيل «نقطة من بحر الحقيقة» سواء الأسباب أو الأهداف، منجزا المهمة التي جاء من أجلها، ليغادر في سفرةٍ قد تطول هذه المرة أكثر من كل المرات، دون أن ينقطع تواصله مع قاعدته عبر مواقف متفرقة وتغريدات، وفقاً للظروف والأحداث المنتظرة. فكما « إجا عا غفلة، عا غفلة رح يفل»، واعداً بأن يعود «اذا مش بكرا اللي بعدو أكيد»، فمن حيث سيكون «رح يسمع صوت الأزرق»، إلى أن تحين الساعة، ليكمل «بيللّي بقيوا»… و»تذكّر يا أزرق بيت الوسط مفتوح بوجك ودم شيخه إلك»… و»يا خوفنا منّن وعلين»… والأهم يا خوفنا عالشيخ سعد.