IMLebanon

الحريري بدّل موازين سياسية وانتخابية… وتحديداً في الشوف

 

 

دخل لبنان في مستنقع سياسي ّوأمنيّ وانتخابيّ، في ضوء تخبّط إقتصادي مخيف، وفي ظلّ معلومات متقاطعة تَشي بأجواء قد تؤدي في الأيام القليلة المقبلة إلى تبدّل المشهد السياسي الداخلي بفعل توقّع تصعيد سياسي على أكثر من خلفية، بدءاً من خطوة الرئيس سعد الحريري بإحجامه عن مواصلة مسيرته السياسية، ومن ثم مفاعيل زيارة وزير الخارجية الكويتي أحمد ناصر الصباح، حيث يرتقب، وفق أجواء عليمة، بأن تشهد هذه المبادرة عملية «شدّ حبال» قد تكون مدخلاً لمزيد من التصعيد والإنقسام، فيما القراءات السياسية والإنتخابية مستمرة لما بعد حقبة الحريري، وحول ما سيكون عليه الوضع في هذا الإستحقاق من تحالفات ومرشّحين، لا سيما في منطقة إقليم الخروب التي تعتبر ذو تنوّع سياسي لافت، وله امتداداته إلى الجبل بشكل عام.

 

ولهذه الغاية، تشير المعلومات الى ان ثمة متغيّرات قد تحصل على صعيد التحالفات والمرشّحين والنتائج، بحيث هناك مواجهة إنتخابية شوفية بين «التيار الوطني الحر» و «تيار التوحيد العربي» والحزب «الديمقراطي اللبناني» من جهة، والحزب «التقدمي الإشتراكي» و «القوات اللبنانية» من جهة أخرى، مع ترقّب ما سيكون عليه الوضع السنّي، بمعنى لمن ستكون الأصوات السنّية في ظل التشتّت الحاصل اليوم بعد إحجام الحريري عن المشاركة في الإنتخابات النيابية وتعليق مسيرته السياسية.

 

وفي قراءة أولية، فإن «الإشتراكي» تبقى له قاعدته الشعبية والحزبية التاريخية في الإقليم مع متغيّرات حصلت في السنوات الماضية.

 

من هذا المنطلق، فإن ما أقدم عليه الحريري من خطوة غير مسبوقة، ستترك تداعياتها السياسية والإنتخابية، وهذا ما سيؤدي إلى إعادة خلط الأوراق في كل المناطق اللبنانية، وتحديداً في الإقليم والبقاع الغربي وبيروت، وعطفاً على هذه الأوضاع كان رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، من أكثر الذين قاموا بمساعٍ لثني الحريري عن خطوته، إلا أنه لن يتمكن، كما غيره، من إقناعه. وعلى هذه الخلفية قد يتبدّل المشهد الإنتخابي في الشوف درزياً، حيث كل المعطيات تبدّلت عن الإنتخابات السابقة من قبل خصوم جنبلاط في السياسة والإنتخابات، وبمعزل عن الحرص المشترك بين جنبلاط ووهاب والنائب طلال إرسلان على تحصينه درزياً ووطنياً.

 

وفي هذا السياق، ترى أكثر من جهة سياسية، أن هناك ترقّب للأسبوعين المقبلين مع بعض المرجعيات السنّية، وفي طليعتهم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والرئيس فؤاد السنيورة، إذ، وفي حال أحجما عن خوض الإنتخابات النيابية، فإن بعض المعلومات تشير، إلى عزوف آخرين عن الترشّح ومنهم من لديهم حيثيات سياسية، وعندئذٍ يعاد خلط الأوراق والقلق، وفق ما يردّده مرجع سياسي، يصب في إطار إلغاء الإنتخابات ودخول البلد في الفوضى إلى حين حصول التسوية أو الحلول المرتقبة من خلال الحراك العربي والدولي لانتشال لبنان من معضلاته.

 

وعلى هذه الخلفية، الأنظار شاخصة نحو بعض المحطات العربية والدولية، وصولاً إلى المفاوضات النووية الحاصلة في فيينا، وقرع طبول الحرب بين روسيا وأوكرانيا، إلى المفاوضات الديبلوماسية التي تجري بين الطرفين الإيراني ـ الخليجي في العراق برعاية رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، وعندئذٍ يبنى على الشيء مقتضاه على مسار الوضع الداخلي.