Site icon IMLebanon

الحريري طلب انضمام باسيل الى الوفد اللبناني الى السعودية

تعيش الساحة الداخلية هذه الايام مرحلة انتظار تداعيات الاستحقاقات الخارجية الداهمة من نتائج الانتخابات الرئاسية الايرانية الى مقررات القمة الاسلامية – العربية – الاميركية في الرياض، بقاسمهما المشترك حزب الله وحركته العسكرية والسياسية على الساحتين اللبنانية والسورية، من قانون الانتخابات الى اعادة التموضع على الجبهات.

فتغريدة بيك المختارة التي تحمل اكثر من معنى ورسالة في ما خص توجيه الدعوة الى قمة الرياض، واعتبار الكثيرين ان هدفها «دق اسفين» بين الرئاستين الاولى والثالثة، التي شكل تناغمهما خطرا على المصالح الجنبلاطية عبّر عنه الشيخ سعد باعلان فك التحالف مع الحزب من قطر تحديدا واستقوى به الثنائي المسيحي لتسديد الضربات لخط الدفاع الدرزي، لم تكن الوحيدة في هذا المجال، بعدما كشف رئيس الحكومة لمقربين منه عن محاولات لضرب اتفاقه ببعبدا من خلال اللعب على الوتر السني-المسيحي والتحريض ضد المملكة، محاولين النيل من السراي على خلفية ان مواقف الاخيرة ستكسر الاجماع اللبناني وتشطح في اتجاه معاكس لسياسة العهد، وهو ما دفع بالرئيس الحريري الى زيارة بعبدا مرتين ومناقشة الموضوع مع رئيس الجمهورية للاتفاق على ادق التفاصيل لجهة تظهير الموقف اللبناني، مشددا على ضرورة ان يضم الوفد وزير الخارجية، كاشفا ان عنوان الموقف اللبناني هو «النأي بالنفس» وفقا لما ورد حرفيا في البيان الوزاري وخطاب القسم، مؤكدا ان لبنان الرسمي غير معني بتدخل حزب الله خارج الحدود ولا يتبنى سياساته.

مصادر مقربة من الثامن من آذار اشارت الى ان تلك القوى اعدت خطة تحرك لاحباط زيارة الرئيس الحريري انطلاقا من ان توازن القوى السلبي الذي يحكم الساحة الداخلية اللبنانية حاليا كفيل بافراغ المشاركة من اي مضمون او معنى، فلبنان لن يقف ضد ايران ومشاركته شكليا، مشيرة الى ان حارة حريك سحبت البساط من تحت الجميع بتسليمها الحدود للجيش اللبناني مستبقة اي مطالبات في هذا الشان وهي تقصدت اعلان تلك الخطوة لتبين للجميع ان الحزب عزل عمليا اقله جغرافيا تدخله العسكري في سوريا عن لبنان، بعدما حقق الغاية الاساسية من وجوده على تلك الجبهة، داعية الدولة اللبنانية في حال ارادت اقفال كامل «الثغرات» التفاوض مع الجهات المعنية لتسوية ملف القواعد الفلسطينية التابعة للجبهة الشعبية.

وحول الحديث عن عمليات عسكرية منتظرة حدد تاريخها مع انطلاق الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى المملكة السعودية ، مع اكتمال الحشودات والاستعدادات للموقعة الكبرى، التي ستشكل نقطة فاصلة لنجاح المشروع الاميركي – الاسرائيلي في المنطقة، التي ينتظر ان تشهدها منطقة السبع بيار باتجاه مثلث الحدود الاردني – السوري – العراقي، الذي يسمح لمحور طهران – دمشق بفتح الطريق البرية من الجمهورية الاسلامية الى لبنان. من هنا والكلام للمصادر فان تموضع قوات الحزب الجديد يندرج في سياق تلك الخطة التي وضعتها القيادة العسكرية بالتنسيق مع القوات الروسية التي امنت كافة مستلزمات المعركة من العتاد والسلاح.

اللافت وسط كل ذلك ما نقله احد السفراء العرب من ان المملكة الهاشمية ومع تعزيز حزب الله لوجوده في درعا مع نقل سرايا جديدة، ابلغت كل من واشنطن وموسكو رفضها المطلق لاي تواجد سني او شيعي على حدودها الشمالية، وهو ما دفع بالكرملين الى تعديل خططه وانفتاحه على تاليف قوة دولية تتولى الامن في تلك المنطقة وتحويلها الى «نومان لاندز» ما يجنب الجميع كاس مواجهة لن يعرف احد نتائجها وما قد ينجم عنها، خصوصا ان تل ابيب تبدو حاضرة للتدخل وتجهز قواتها في حال تعرض مصالحها للخطر، الامر الذي قد يعيد خلط كل اوراق الصراع.

عليه رات اوساط سياسية متابعة ان السيناريو الجاري الحديث عنه لن يبقي لبنان بمنأى عن احداثه الامنية ،خاصة ان القوات الاساسية المشاركة في حال اتخذ القرار هي من حزب الله، حيث تلتقي في هذه الحالة مصالح اكثر من طرف اقليمي على جبهتي الصراع على تفجير الوضع لالهاء الجيش اللبناني من جهة ومحاولة اضعاف الجبهة الخلفية لحزب الله ،من خلال اشعال المخيمات الفلسطينية ، التي بينت الاحداث المتنقلة خلال الفترة الماضية من بروفات عين الحلوة الى برج البراجنة وصبرا اخيرا، اكتمال المشهد الاسود والاستعدادات بعدما امتحن كل طرف استراتيجية النار في «ميني» معارك.

فهل تصح تلك السيناريوهات من سياسية وعسكرية؟ وهل يعيد المشهد الاقليمي ترتيب البيت الداخلي اللبناني وفقا لاصطفافات جديدة؟ ومن يقع في فخ من؟ معركة عض الاصابع اصبحت قاب قوسين او ادنى من ان تنتهي اقله في خطوطها العريضة والمشروع الذي راهن عليه الكثيرون واعتقدوا انه انجز يبدو انه يمر بساعات حرجة قد تحدد وجهة الصراع في المنطقة بعدما حددت حلب وجهة الصراع في سوريا.