Site icon IMLebanon

عودة الحريري وتحريك نبض السياسة 

في العادة، وفي المناسبات، يكون هناك تعطيل… في حالة الحكومة اللبنانية، يبدو أنَّ التعطيل لم يعد بسبب المناسبة بل بسبب العرقلة.

هذا الأسبوع تحتفل حكومة الأربعة والعشرين رئيساً بمرور عام على إنطلاقتها، وليس مستغرباً أنَّ في أسبوع الإحتفال لن تكون هناك جلسةٌ لمجلس الوزراء، لأنَّه على ما يبدو، قرَّر رئيس الحكومة إطفاء محرِّكاتها إلى حين إيجاد آليةٍ جديدة لعمل مجلس الوزراء، ولا سيَّما لجهة اتخاذ القرارات.

إطفاء المحرِّكات إستراتيجيةٌ اعتمدها الرئيس سلام في فترة تشكيل الحكومة الذي استغرق عاماً بالكامل، فهل إطفاء المحرِّكات هذه المرة يعني أنَّ التاريخ يعيد نفسه؟

هذه المرَّة الأمور مختلفة، فحين أطفأ محركاته كانت هناك حكومة تصريف أعمال وكان هناك رئيس جمهورية، والحياة السياسية بعد الطائف اعتادت على المهل الطويلة لتشكيل الحكومات، لكن هذه المرة الأمور تغيّرت، لا رئيس جمهورية ولا حكومة تصريف أعمال، وعليه فإنَّ إطفاء المحرِّكات مستحيل والعطلة مستحيلة والتعطيل مستحيل.

***

إنَّ ردات الفعل غير مناسبة في هذه الأيام وهذه الظروف ولا مكان للدلع السياسي لأنَّ المنطقة تغلي وعلى كفِّ عفريت:

مصر تقصف داعش في ليبيا بعدما ارتكب هذا التنظيم الإرهابي الإعدام ذبحاً بحق واحدٍ وعشرين مصريا. الأردن يقصف داعش في سوريا بعدما ذبح هذا التنظيم الطيار الأردني الأسير. الطيران الإماراتي إنضمَّ إلى الطيران الأردني في هذه الحرب وكذلك فعل الطيران البحريني. المواجهة بين الدول والإرهاب تقترب من الذروة، وهذا ما ألمح إليه الرئيس سعد الحريري في خطابه، الوثيقة، في الذكرى العاشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، فهل يُعقَل أن تكون كلُّ هذه التطورات تتراكم فيما السلطة التنفيذية في لبنان تمارس الحرد السياسي.

***

الحمدُ لله أنَّ الرئيس سعد الحريري عاد إلى بيروت، فمن شأن هذه العودة أن تعيد تحريك نبض السياسة في المستنقع اللبناني، والبداية جيِّدة حيث أنَّ كلَّ المعلومات والمعطيات تُشير إلى أنَّ بيت الوسط عاد خلية نحل، والإجتماعات فيه تصل الليل بالنهار في محاولة لإستنهاض حالة سياسية ما زالت في سبات.

وتضيف المعلومات أنَّ الرئيس سعد الحريري يعمل على عدّة ملفات في آن واحد:

– ملف 14 آذار وتحصين التفاهمات في ما بين قياداته.

– ملف الحوار مع حزب الله.

– ملف إعادة تفعيل عمل الحكومة لأنها الخيار الوحيد، كسلطة تنفيذية، في غياب أيِّ سلطةٍ أخرى أو آليةٍ أخرى.

– ملف رئاسة الجمهورية حيث أنَّ الرئيس الحريري أبلغ إلى جميع مَن يعنيهم الأمر، أنَّ هذا الملف هو أولوية بالنسبة إليه وأنَّ تسيير أعمال الحكومة لا يعني غضَّ الطرف عن إجراء الإنتخابات الرئاسية. هذا الملف هو هَمُّ الرئيس الحريري، يحمله معه إلى كلِّ العواصم التي يزورها.

***

لن يقطع الوزراء هذا الأسبوع قالب حلوى إحتفاءً بمرور عام على وجودهم في السراي، بل سيُقطِّعون الوقت إلى حين إيجاد تسوية لعملهم، وهذه التسوية ستنضج في لقاءات مرتقبة بين عين التينة وبيت الوسط من دون أن تكون الرابية وحتى بكركي بعيدة عنها، ففي نهاية المطاف المطلوب تسيير أمور الناس، وهذا هو هدف وجود السلطة التنفيذية وليس أي شيء آخر.