الذين مع وجهة النظر القائلة ان عودة الرئيس سعد الحرير الى لبنان كفيلة بتحريك مختلف الملفات العالقة من موضوع رئاسة الجمهورية ومن قانون الانتخابات النيابية الى قضايا وشؤون من الواجب اخذ في الاعتبار كونها اساسية في الحياة السياسية العاملة العالقة لاسباب لا تعد ولا تحصى، خصوصا ان مجالات اللعب على الالفاظ من جانب غالبية السياسيين، دفعت معظم هؤلاء الى القول انه لا بد من تحرك بحجم المستوى المرتقب للرئيس الحريري الذي يعلقون عليه الامال، نظرا لقدرته على افهام من لم يفهم بعد ان الامور الداخلية تتطلب رؤية مستقبلية ليس من يتمتع بها سوى رئيس تيار المستقبل القادر على فتح ابواب بيت الوسط على من بوسعه ان يتفاهم معه على معالجة الامور الكبيرة القادرة على تحريك المياه الراكدة؟!
من هنا، لا بد من القول ان الساحة السياسية بانتظار نفس جديد يفهم منه ان من الضروري فتح اقنية بين جميع المكونات، لمعالجة ما يفهم منه ان امورنا سائرة باتجاه توضيح الرؤية، لاسيما بالنسبة الى ملف رئاسة الجمهورية، فضلا عما له علاقة باعادة تفعيل مجلس النواب، على امل اعادة الحياة الى مؤسسات الدولة بمستوى فهم ما هو مطلوب بالحاح، من غير حاجة الى القول »اننا في مرحلة استعادة الثقة بالدولة وبكل ما له علاقة بالصالح العام، خصوصا ان هناك ملفا حساسا عالقاً منذ اكثر من سنتين وثلاثة اشهر، هو ملف الانتخابات الرئاسية حيث يدور صراع حوله على اساس وجود مرشحين من قوى 8 اذار يدوران في دوامة رفض استقطاب الاكثرية التي تجمع اغلبية نيابية قادرة على تأمين جلسة تشريعية – انتخابية لا غبار عليها؟!
هذا المشهد لا بد من تظهيره كواقع سياسي يفهم منه ان بامكان النواب انتخاب رئيس جمهورية بمعزل عن كل ما ساد المرحلة السابقة من تصعيد لم يفهم منه مرة واحدة ان مجلس النواب قادر على لعب دوره من دون حاجة الى المؤثرات الخارجية الاقليمية والدولية، كي لا تتكرر معزوفة المؤثرات السياسية السورية – الايرانية من جهة والمؤثرات السعودية من جهة اخرى، الا في حال ارتض اللبنانيون من يحركهم بالواسطة ومن غير حاجة الى حرية الحركة الداخلية، خصوصا ان مجالات الحركة الداخلية محصورة بمن بوسعه ان يتآثر بالتحركات الخارجية على انواعها وهي اكثر من ان تحصى (…)
المهم في هذا المجال ان الرئيس سعد الحريري يفهم اكثر من غيره اصول ومقتضيات التعاطي الداخلي على رغم معرفة الجميع بأن فريق حزب الله ومعه التيار الوطني الحر لا يزال يعاند القدر الداخلي ومن شأن هكذا تصرف ان يؤثر في المجريات السياسية العامة، الا في حال كان موقف جديد للحريري يمهد للعب ورقة ترشيح رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون، وعندها لن يعود اعتراض الا من جانب قوى14 اذار التي تمشي بعون. لكن هذه التوقعات صعبة للغاية، الا في حال كان تفاهم على ما هو ابعد من رئاسة الجمهورية مثل موضوع النازحين السوريين وموضوع الحرب السورية التي يخوضها حزب الله مع القوى الايرانية.
الى الان من الصعب تحديد ما هية الجديد بنسبة مجيء الرئيس سعد الحريري وعودته الى لبنان، باستثناء القول انه مطالب بحل سياسي يعيد الحياة الى مؤسسات الدولة، من غير حاجة الى التوقف عند الصراع على رئاسة الجمهورية وما اليها من اوضاع وحاجات ومطالب من الواجب ان تؤخذ في سلة واحدة، كما سبق لرئيس مجلس النواب نبيه بري ان اقترح منذ قرابة الشهر، من غير ان يلتقي احد معه في منتصف الطريق مع العلم ان ثمة استعدادات لدى بعض الاطراف لتغيير وجهة نظرهم بالنسبة الى امور كثيرة من شأن الخوض فيما تقريب وجهات النظر اكثر بكثير مما هو حاصل الان؟!
من حيث المبدأ، من الضروري والواجب والملح القول ان عودة الرئيس سعد الحريري ستعيد الحياة الى العملية السياسية في البلد، بعد طول جفاف، اضف الى ذلك ان مجالات التحرك ستكون مفتوحة امامه بعكس ما حصل مع غيره، لاسيما ان تيار المستقبل قادر على لعب مجموعة اوراق سياسية دفعة واحدة بعكس غيره من القوى السياسية.
وعلى رغم كل ما تقدم لا بد من انتظار بعض الوقت لمعرفة الجديد الذي يحمله الحريري معه، على امل تحريك العملية السياسية باتجاه اكثر تفاهما مع كل من سبقه في الادلاء برأيه، ان لجهة الانتخابات الرئاسية، او لجهة اعداد قانون جديد للانتخابات النيابية اللذين يشكلان ثلاثة ارباع الحل السياسي بل اربعة ارباع الحل المرجو.