Site icon IMLebanon

عودة الحريري ضجيج لا ينتج رئيساً

اذا كان الرئيس سعد الحريري يظن ان جلسة 2 آذار لانتخاب رئيس للجمهورية سيكتمل نصابها وتنتج الرئيس العتيد، فان هذا الظن يندرج في اطار الافلام الخيالية بحسب اوساط مسيحية، كون الاستحقاق مرتبطاً بالارادات الخارجية، حيث يقول احد زوار واشنطن القريب من صناع القرار ان الادارة الاميركية غير مهتمة اطلاقاً بالامر وان اهتماماتها موزعة في المرحلة الراهنة على الحملات الانتخابية للحزبين الجمهوري والديموقراطي في سباقهما لايصال احد مرشحيهما الى البيض الابيض، اما في السياسة الخارجية فان الميادين في سوريا والعراق تحظى بالاهتمام الاول والاخير لواشنطن، اضافة الى حدة الخلاف بين ايران والسعودية حيال كافة الملفات في المنطقة، وان انجاز الاستحقاق الرئاسي في لبنان مرتبط بنتائج المجريات الميدانية في سوريا.

وتضيف الاوساط ان الحريري الذي يرى ان مبادرته الرئاسية حركت المستنقع السياسي، فان عودته الى بيروت وما حفلت به من ضجيج تدل على استعجاله للعودة الى السراي التي ذاق طعمها ذات مرة وغادرها وهو يمضغ مرارة الاطاحة بحكومته، وان انجاز الاستحقاق هو الممر الالزامي لذلك ولا يغيره وصول اي مرشح وفق كلامه، طالما يعيده الامر الى رئاسة الحكومة، ولكن التمنيات شيء والوقائع الميدانية شيء آخر، ما يشير الى ان عودته آنية وربما يغادر مجدداً بعد الجلسة التي لن يكتمل نصابها وربما سعى الحريري من خلال عودته الى شد عصب فريق 14 آذار الذي كان على شفير الانفراط من خروج بعض نوابه على ارادته وصولاً الى تفاهم معراب وتبني رئيس «حزب القوات اللبنانية» سمير جعجع ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية والذي وقع عليه كالصاعقة، كون فريق 14 آذار يقوم على ركيزتين اساسيتين وهما «تيار المستقبل» و«القوات»، اما بقية اطرافه فلا يمثلون الكثير في لعبة الاحجام والاوزان، وربما الصورة التذكارية التي التقطت في «البيال» بعد المهرجان لو حذفت منها صورة جعجع لدلت على الحجم الحقيقي لما يمثله اصحابها على الساحة المسيحية.

وتشير الاوساط الى ان رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» الذي سارع الى بيت الوسط للقاء الحريري ومن ثم انطلق الى عين التينة والتقى رئيس مجلس النواب نبيه بري واعلانه من على منبرها تأييده لكلام الحريري، واصفاً اياه بـ«الممتاز» اوحى الى المراقبين بان قطار جلسة 2 آذار قد وضع على السكة علماً ان بري الذي يتقن جيداً قراءة الخطوط الحمر يحترم الثنائية الشيعية ذات القرار الواحد وقرار «حزب الله» معروف حيال مسألة الاستحقاق الرئاسي.لكن ما يثير الغضب والانزعاج داخل الساحة المسيحية عدم احترام ارادة المسيحيين في اختيار الرئيس، علما ان المسيحيين يحترمون بقية مواقع الشركاء في الوطن. وسألت الاوساط هل تبدأ الديموقراطية التوافقية عند السنة وتنتهي عند الدروز وتهميش الدور المسيحي، واذا اكمل اللاعبون في عدم احترام هذه الارادة، فسيعاملون بالمثل من قبل المسيحيين.

وتقول الاوساط نفسها ان المسيحيين لن يتراجعوا عن مقولة «الرئيس القوي» وعما تمليه الميثاقية في لعبة صناعة الرؤساء وبديهي ان يشغل الموقع من يمثل الثقل الوازن داخل طائفته لا سيما ان المجلس النيابي الذي مدّد لنفسه يفتقد شرعية التمثيل المطلوبة، فكيف تسمح الظروف باجراء انتخابات بلدية ولا تسمح باجراء انتخابات نيابية، وتفاهم معراب يمثل اكثر من 80% من المسيحيين، فلماذا يطلبون اجماعاً مسيحياً في الوقت الذي لم يحقق فيه بقية الشركاء في الوطن اجماعاً في طوائفهم، علماً ان الخلاف حول قانون الانتخابات يتمحور حول النسبية التي تحدّد الاحجام والاوزان داخل البيوتات الواحدة، وحتى الوصول الى موعد جلسة 2 آذار يخلق الله ما لا تعلمون.