نجحت المملكة العربية السعودية بحسب اوساط في 14 آذار، ان بزيارة موفدها الملكي نزار العلولا لبيروت على مدى يومين او بمحطة رئيس الحكومة سعد الحريري فيها واجتماعه مع الملك سلمان بن عبد العزيز، في اثبات نظرية ان عودتها الى المسرح اللبناني تحولت الى الحدث السياسي الابرز سواء في بيروت ام الرياض.
فبين الايجابية التي تحدث عنها رئيس مجلس النواب نبيه بري ،والبسمة العريضة التي زينت الصور التي وزعت للرئيس سعد الحريري وهو على ارض الرياض، يبدو ان شيئا ما سعوديا يحصل على حدّ قول الاوساط، خصوصا ان ما اقدم عليه موفد المملكة يظهر ان الاخيرة تعاملت مع لبنان من دولة لدولة وفقا للاعراف، حيث استأذن الضيف رئيس البلاد لتوجيه دعوة لرئيس حكومة لبنان ولزيارة رئيس مجلس نوابه وشخصيات سياسية، في سابقة قد تكون الاولى من نوعها حتى الساعة، حيث تكشف الاوساط ان رئيس الديوان الملكي ابدى امام زواره انفتاح المملكة على افضل العلاقات مع لبنان شرط وفاء بيروت بالتزامها النأي بالنفس ،وان لا تكون بعيدة عن العرب ومواقفهم في صراعهم القومي في مواجهة اسرائيل وايران ، حيث ان لبنان في صلب تلك المواجهة وهو معني بها.
وفيما كان ولي العهد يستبق وصول الحريري باعلانه ان الاخير بات اكثر قدرة على مواجهة حزب الله، تكشف الاوساط ان زيارة الحريري الى المملكة ولقاءاته ركزت على اربع نقاط اساسية ،اولا ، الخيارات السياسية التي باتت مرتبطة بوضع استراتيجية دفاعية، انطلاقا من النصيحة السعودية بان المشاكل القادمة ستضع لبنان في مواجهة مع كل الدول العربية،ثانيا، الانتخابات النيابية المقبلة وتحالفاتها التي يجب ان تصب في خانة منع طهران وحزب الله من الاطباق التام على الحياة السياسية من خلال السيطرة على الاكثرية النيابية والتي يجب ان تكون مدخلا لاعادة اطلاق تيار سياسي سيادي وطني، ثالثا، استعداد المملكة للمساهمة الفعالة في مؤتمرات الدعم الدولية المخصصة للبنان حيث ثمة كلام عن اعادة تحريك هبة المليار للجيش اللبناني، ورابعا، وضع الرئيس الحريري المالي والضغوط التي يتعرض لها من موظفي اوجي المصروفون وادراكه بان المملكة تقف في مكان ما وراء تحريكهم.
وقبل ان تنتهي الزيارة الممددة للوفد السعودي الى لبنان،بدأت النتائج الاولية تتظهر،في سلسلة مواقف حملت الكثير من الدلالات ابرزها:
-تركيبة الوفد المرافق للرئيس الحريري والذي غاب عنه مدير مكتبه،المتهم سعوديا بالمسؤولية وراء الدرك الذي وصلت اليه الامور سياسيا، في مقابل مرافقة وزير الداخلية له، المعني المباشر بالانتخابات، علما ان الاخير كان صاحب السقف الأعلى في المواقف، أثناء أزمة الرئيس الحريري مع المملكة.
-استثنائه لرئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط من جدول زياراته رغم بعض المحاولات لرأب الصدع دون اي تجاوب من المملكة التي رات في مواقف بيك المختارة تعديا واهانة لكرامة المملكة،وعدم احترام لقواعد اللعبة، والرياض كان سبق وارسلت اكثر من اشارة للمختارة بهذا الخصوص لم تلق آذانا صاغية ،ليس آخرها امتناع السفير السعودي الجديد عن زيارة التعارف البروتوكولية للمختارة.
-اللقاء الممتاز برئيس حزب القوات اللبنانية، والذي سارع بعيده وزير الاعلام ملحم رياشي الى اطلاق مواقف لافتة بحق الوزير السابق اللواء اشرف ريفي ،علما ان القوات اللبنانية كان سبق وتوصلت الى تفاهم لخوض الانتخابات بلائحة موحدة مع ريفي في عكار.
-خلق توازن في الساحة السنية وان بدا وجود اعادة تعويم للرئيس الحريري، حيث تكشف المعطيات ان المفاوضات الاساسية هي التي ستشهدها الرياض وهي الاساس للبناء نحو المستقبل حيث سيكون هناك نقاش معمق ومفصل لكل الملفات ، بحسب الاوساط نفسها، متوقفة عند الكلام اللافت الذي اطلقه من دارة الرئيس ميقاتي في دلالة واضحة الى ان صفحة 2011 قد طويت اقله حاليا وقرا فيه البعض دفعا غير مباشر لتحالف مع ريفي .
اذا الجو السعودي الجديد اعاد التوازن الى المشهدين اللبناني والاقليمي تقول الاوساط في 14 آذار، واثبت ان لبنان غير متروك، خصوصا انه وجه رسائل اقليمية الى ايران تحديدا، عشية الانتخابات النيابية، لم تعد خافية على احد، كانت استبقتها اخرى اميركية مفادها «ان الامر لنا» في حل النزاع النفطي بالحوار، والدولة في لبنان مع هذا الخيار، وفق ما تبين من موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي رجح كفة التحكيم الدولي على خطاب التهديد والوعيد على ما تؤكده الاوساط نفسها، فما بعد زيارة المملكة لن تكون بالتأكيد كما قبلها.