IMLebanon

تواصل وتناغم وتحالف بين معراب والمختارة

 

تستأثر العلاقة القواتية ـ الإشتراكية بحيّز كبير من الإهتمام في ظل هذا التناغم والتواصل بين حزب «القوات اللبنانية» والحزب التقدمي الإشتراكي، والذي بلغ مراحل تحالفية بامتياز، الأمر الذي ظهر في أكثر من مناسبة، وتحديداً خلال أحداث البساتين عندما أكد رئيس «القوات» على دعمه لرئيس الحزب الإشتراكي وليد جنبلاط، ورفضه إحالة هذه القضية إلى المجلس العدلي كي لا تتكرّر «سيدة نجاة» ثانية، وهذا الموقف بحسب مصادر قواتية، يأتي كعربون وفاء وتقدير من القواتيين الذين لم ينسوا زيارة زعيم المختارة إلى يسوع الملك، مقرّ إقامة النائب ستريدا جعجع، ومعه الوزير أكرم شهيّب الذي لعب دوراً بارزاً في توقيع الحزب الإشتراكي على عريضة العفو عن الدكتور سمير جعجع، وصولاً إلى محطات كثيرة كان فيها الإشتراكيون إلى جانب «القوات اللبنانية» في مناسباتهم السياسية والطلابية في تلك المرحلة الدقيقة.

 

من هذا المنطلق، فإن موقف جعجع، والذي ردّ عليه جنبلاط شاكراً، تتوالى فصوله إيجابياً على حدّ قول المصادر، إذ يشار هنا أيضاً إلى أن رئيس «القوات» كان أوفد الوزير السابق ملحم رياشي لتمثيله في حضور مناسبة تخريج طلاب مؤسسة «العرفان التوحيدية» في السمقانية، ويومها أوعز زعيم المختارة إلى بعض مساعديه للإهتمام بالرياشي من خلال خطوة لافتة تنمّ عن تقدير جنبلاط لهذه المشاركة القواتية من قبل جعجع.

 

أما على خط التحالف بين الطرفين، وما يجري في هذه المرحلة، فإن المتابعين لمسار الأوضاع، توقفوا، وفي سياق هذا التحالف المتنامي بين الطرفين، أمام مهرجان بلدة شرتون الذي أقامه حزب «القوات اللبنانية» في ذكرى مصالحة الجبل، وكان مهرجاناً حاشداً هو الأبرز لـ«القوات» في الجبل، إذ اعتُبر مهرجاناً قواتياً ـ إشتراكياً بفعل المشاركة الجنبلاطية الحاشدة من خلال تمثيل النائب السابق أنطون زهرا لرئيس «القوات»، والنائب شهيب الذي مثّل جنبلاط، وكان لكليهما كلمة سياسية تضمنت بشكل واضح وأساسي مسار التحالف بين القواتيين والإشتراكيين، وسط حضور وتصفيق وأناشيد وطنية سادت هذا المهرجان.

 

أما على خط زيارة الدكتور جعجع إلى الجبل، وحيث قيل عنها الكثير، يلاحظ أن هناك تكتماً وعدم وضوح مسارها لاعتبارات أمنية وسياسية، كونها تتضمن ظروفاً غير اعتيادية جرت في الجبل، ولا سيما أحداث البساتين، وبات جلياً أن جعجع لا يريد أن يكون طرفاً، وتعتبر هذه الزيارة موجّهة ضد رئيس الجمهورية ميشال عون الموجود في قصر بيت الدين، وحيث يرى البعض أن رئيس «القوات» مرّر عبارات ورسائل طاولت في جانب منها رئيس الجمهورية خلال حواره المتلفز الأخير في برنامج «صار الوقت». لذا ليس هناك من نفي أو تأكيد لحصول هذه الزيارة التي لا زالت موضع نقاش، ولكن يبقى التحالف بين «القوات» والإشتراكي وبحسب مصادر القوات، وفي معزل عن الزيارة أو عدمها قائماً، ويتّجه نحو التفاعل أمام الإستحقاقات المقبلة، كي لا يتم استفرادهما من خلال التعيينات الإدارية، في ظل حديث بعض القيادات الحزبية في قوى 8 آذار، بأنه يجب الأخذ بعين الإعتبار بنتائج الإنتخابات النيابية الأخيرة، لذلك سيكون هناك تنسيقاً داخل الحكومة بين وزراء «القوات» والحزب التقدمي الإشتراكي، إضافة إلى قضايا كثيرة تضجّ بها الساحة اللبنانية في هذه المرحلة.

 

وتخلص المصادر نفسها، إلى أن تحالف «القوات» والإشتراكي وأيضاً تيار «المستقبل»، إذ ومن خلال مواقف رئيس الحكومة سعد الحريري، فإن تحالفاً ثلاثياً بدأ يعيد رسم عناوين المرحلة السابقة لمواجهة أية تطوّرات واحتمالات، أي الإشتراكي و«القوات» و«المستقبل»، على الرغم من بعض التباينات المستقبلية ـ القواتية على خلفية بعض الإنتقادات، إنما وفي الشأن الإستراتيجي فإن هذا التحالف بدأ يستعيد وضعيته، وقد تتوسّع مروحته والأمر مرهون بالتطورات القادمة، وما إذا كان هناك ما يستوجب ذلك.