IMLebanon

هل وقع الطلاق الخلعي هذه المرة بين «حزب الله» و«التقدُّمي»؟

 

هل انكسرت الجرة هذه المرة بالكامل بين «حزب الله»  ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، بعد ان اتخذت هذه العلاقة على مدى العشرة أعوام الماضية طابع المد والجزر جهد في خلالها رئيس مجلس النواب نبيه برّي الموثوق من الطرفين في إبقاء شعرة معاوية موصولة بين المختارة والضاحية؟

 

المتابع للمسار التصاعدي في التصعيد الكلامي بين الجانبين لا سيما الأسبوع الفائت حيث ارتفع منسوب التراشق الكلامي حداً كبيراً شعر وكأن الطلاق الخلعي بين الجانبين قد وقع هذه المرة وأنه من الصعب ترميم التشوهات التي طالت الطرفين نتيجة الكلام الذي تمّ تبادله إن في الخطاب الذي ألقاها السيّد نصر الله عبر محطة «المنار» أو في الرد الذي جاء من «بيت الوسط» على لسان النائب السابق وليد جنبلاط وإن كان الأخير قد حاول العودة إلى مربع التهدئة من خلال شجبه لكلام نشر على موقع الحزب التقدمي الالكتروني وطال السيّد نصر الله نفسه.

 

ليس سراً أنه جدّت في الآونة الأخيرة محاولات ووساطات كثيرة لإعادة رأب الصدع بين الجانبين وكان في مقدمة سعاة الخير الرئيس برّي غير ان هذه المحاولات لم يكتب لها النجاح في إعادة الوئام إلى هذه العلاقة التي تهشمت في الكثير من المحطات وكان الأقوى من بينها حين ألغى وزير الصناعة وائل أبو فاعور قرار الوزير السابق حسين الحاج حسن بشأن الترخيص لآل فتوش بإنشاء معمل عين دارة للإسمنت، وما قيل من كلام اعقب ذلك كان أقواه ما جاء على لسان النائب السابق وليد جنبلاط بأن مزارع شبعا ليست لبنانية الذي جعل الحزب «ينقز» من النهج الجديد لجنبلاط واعتباره ان هناك ما استجد جعل رئيس التقدمي ينحو هذا المنحى التصاعدي الذي جعل سلاح المقاومة في «الدق».

 

لقد حاول الرئيس برّي مراراً وتكراراً إعادة المياه إلى مجاريها بين المختارة والضاحية وقد نجح في جوانب منها وأخفق في جوانب، لكن ما جرى مؤخراً جعل مهمة رئيس المجلس صعبة وهو كان بحث أمس الأوّل هذا الموضوع مع النائب السابق جنبلاط متمنياً عليه التهدئة لكي يُبنى على الشيء مقتضاه، وفيما يبدو فإن جنبلاط لم يبدِ اعتراضاً على ذلك ودل على موقفه ما أعلنه من شجب للكلام الذي تناول السيّد نصر الله بالمباشر من أحد محازبيه.

 

في تقدير مصادر سياسية ان العلاقة بين الطرفين وصلت إلى مرحلة معقدة جداً، ولم يعد ينفع معها المهدئات الخفيفة بل هي باتت تحتاج إلى عملية جراحية يتم من خلالها استئصال جذور الخلاف من أساسه، لأنه من غير المستحسن عودة هذه العلاقة إلى دائرة التوتر لدى مقاربة أي استحقاق، خصوصاً وأن الجميع يُدرك ان أي توتر بين الجانبين سرعان ما ينعكس على الواقع السياسي وعلى الشارع معاً.

 

وتعتبر هذه المصادر انه على الرغم من التوتر العالي الذي يربط العلاقة بين الحزب التقدمي و«حزب الله»  نتيجة البعد الشاسع في النظرة إلى الكثير من الاستحقاقات في الداخل وفي الإقليم، وقد عبر عن ذلك صراحة جنبلاط بقوله انه لا يتفق والسيّد حسن إلا على فلسطين، فإن الأبواب لم توصد بالكامل بعد وأن هناك إمكانية في إعادة ما انقطع على مبدأ انه في السياسة لا شيء ثابت وأن كل القضايا تبقى خاضعة لمعادلة الأخذ والعطاء.

 

وتؤكد المصادر ان حليف الطرفين رئيس المجلس لن يترك الأمور تفلت من عقالها وانه يملك من الحنكة والحكمة ما يجعله قادراً على لعب دور محوري في لملمة المشكلة المستجدة والعمل على تثبيت مناخ التهدئة بين الجانبن لعلمه ان السيّد نصر الله والنائب جنبلاط اللذين يقرآن جيداً ما يجري على المسرح الإقليمي والمخاطر التي تتهدد لبنان مالياً واقتصادياً لن يستمرا في التصعيد وانهما يدركان جيداً ان من مصلحتهما ومصلحة لبنان عدم الذهاب بعيداً في الخلاف والعودة إلى لغة الحوار والتعقل في مقاربة المواضيع الخلافية.

 

وإذ لم تستبعد هذه المصادر ان تهدأ الأمور بين الجانبين هذه الفترة نتيجة تمنٍ من هنا وهناك، غير ان تحريك عجلة سعاة الخير لإطفاء الحريق المندلع بين الجانبين ما زال يحتاج إلى بعض الوقت كون ان الجرح ضرب عميقاً في هذه العلاقة وان معالجته تحتاج إلى الروية والمراهم المناسبة لمنع التهابه مجدداً عند أي مفصل جديد.