IMLebanon

هل تجاوزت المنطقة قطوع الحرب؟

 

في ما مضى كان رؤساء الولايات المتحدة الأميركية يحملون الزر النووي، اليوم كسر الرئيس الأميركي دونالد ترامب القاعدة نسبياً، فبدلاً من أن يحمل الزر النووي فقط، صار يحمل أيضاً زر التويتر وكلما يضغط عليه تهتزُّ الكرة الأرضية.

الأربعاء الفائت، ضغط ترامب على زر تويتر عندما هدد بصواريخ ذكية ولطيفة، لكنَّ كلامه شابه شيئاً من عدم الوضوح فلم يحدد الساعة الصفر ولم يحدد نطاق المعركة، وجاءت تغريدته مفاجئة حتى لأقرب المقربين إليه، فلم تأتِ بعد اجتماعه مع وزير الدفاع مثلاً أو مع جنرالات الجيش الأميركي.

مع ذلك بقي العالم على أعصابه، إلى أن غرَّد ترامب ثانيةً فقال:

الضربة يمكن أن تكون في القريب العاجل أو لا تكون إطلاقاً.

***

وبين تغريدة الضربة وتغريدة اللاضربة، يقف العالم منتظراً، لكنه ليس انتظاراً في الفراغ، بل هناك جملة معطيات تجمَّعت تُرجِّح استبعاد الضربة، ومن هذه المعطيات:

بدء وصول خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيماوية إلى سوريا للتحقيق في احتمال إستخدامها. الخبراء وصلوا عبر مطار بيروت الدولي، وتوجَّهوا إلى سوريا من طريق المصنع.

تأكيد الكرملين وجود قناة اتصال بين الجيشين الروسي والأميركي في شأن عمليات الجيشين في سوريا.

طرح السويد مشروع قرار في الأمم المتحدة ينصُّ على إرسال بعثة دولية إلى سوريا، لإزالة جميع الأسلحة الكيماوية لدمشق لمرة واحدة وأخيرة.

دخول تركيا على خطِّ الوساطة بين واشنطن وموسكو.

تقارير الوكالات العالمية تحدثت عن أنَّ محادثات تجري خلف الستار مع الجانب الروسي، لتجنّب أية صدامات أميركية – روسية، وبصفة خاصة لاستبعاد سقوط ضباط روس في أيِّ هجوم محتمل.

في المحصِّلة، لم يتَّخذ الرئيس الأميركي بعد قراره النهائي في شأن طريقة الرد على استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا، وجاء هذا التريث بعد اجتماع عقده دونالد ترامب مع كبار مستشاريه للأمن القومي. المتحدثة باسم البيت الأبيض ساره ساندرز عبَّرت عن التريث، حين أشارت إلى أنَّ ترامب يتشاور مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، في شأن الإجراء الذي قد يتخذه الحلفاء.

 

***

صحيحٌ أنَّ الولايات المتحدة الأميركية تمتلك مدمِّرات لديها قدرات عالية على إطلاق صواريخ توماهوك، والتي يبلغ مداها ألف ميل، وتتسم هذه الصواريخ بتوجيهها عن طريق الأقمار الصناعية بما يجعل قدرتها على إصابة الأهداف بدقة فائقة للغاية، وهي النوعية من الصواريخ عالية الذكاء التي أشار إليها الرئيس ترامب في تغريدته يوم الأربعاء. لكن في المقابل، كان لافتاً ما أوردته صحيفة الفايننشال تايمز المؤثِّرة على صنَّاع القرار، من أنَّ إطلاق الصواريخ لن يحلَّ الأزمة.

***

هل تقف الأمور عند حد التهديدات من دون التنفيذ؟

لا أحد يعيش في عقل الرئيس الأميركي دونالد ترامب:

الحذر ضروري والإنتظار ثقيل، لكنَّ القاعدة تقول إنه كلما تأخَّر تنفيذ التهديد كلما صار تنفيذه مستبعداً.