Site icon IMLebanon

هل وصلت حملة الفساد السعودية الى بيروت؟

 

تبين خارطة تحركات واتصالات الساعات الماضية، متانة المظلة الدولية – العربية الحامية للاستقرارين الامني والسياسي التي ينعم بهما لبنان، ضمن الثوابت الحاكمة للتوازنات الداخلية ، وهو ما تجلى من خلال زيارة الموفد السعودي الخاص الى لبنان السفير نزار العلولا ناقلا رسالة دعم ملكية لسيادة لبنان واستقراره ومتانة العلاقات بين البلدين، وقبله بأيام الموفد الفرنسي بيار دوزكان في اطار تهيئة ارضية مؤتمرات الدعم الدولي، بعدما شهدت المرحلة الماضية تخوفا من جنوح لبنان في اتجاه محور الممانعة.

ففي كل الاتجاهات حسمها رئيس الجمهورية. صباحا زار مقر قيادة الجيش في اليرزة حيث استمع من اركان القيادة على اجراءات الجيش اللبناني وترتيباته جنوبا استعدادا لاي طارئ على الجبهة مع اسرائيل، مؤكدا على خيار الدفاع في حال قررت اسرائيل الهجوم وعدم التسليم بخيار التحكيم. زيارة رجحت مصادر مواكبة ان تتكرر بشكل شبه دوري الى القيادة بوصف رئيس الجمهورية القائد الاعلى للقوات المسلحة والمؤتمن على حسن تطبيق قرارات المجلس الاعلى للدفاع الذي يرأسه، وبعد الظهر لقاء مع الوفد الملكي السعودي الذي حمله رسالة واضحة الى قيادة المملكة بان لبنان لا يتنكر لجميل السعودية ووقوفها الى جانبه دائما ويقدر عاليا مواقفها هذا، دون ان يتلقى دعوة لزيارة الرياض، بحسب اوساط بعبدا.

واذا كانت الزيارة الى السراي ستحمل اقله تغييرا في الشكل، اذ عادة ما استقبل بيت الوسط الوفود السعودية واقام المآدب على شرفها، والتي انتقلت هذه المرة الى معراب، فان اطلالة رئيس الحكومة المسائية عبر احدى الشاشات اللبنانية حملت اكثر من رسالة في مؤشر واضح الى ما سيكون عليه اللقاء برئيس الديوان الملكي ومرافقيه، حيث رد على احد الاسئلة بالقول انه في حال تخييره بين الجنسية السعودية واللبنانية فبالتأكيد سيختار الثانية، معتبرا انه سيزور السعودية عندما تسمح الظروف، واصفا العلاقة بالملك السعودي بالجيدة، وهو ما يترجم  في اللغة الديبلوماسية سلبا.

وفي هذا الخصوص تؤكد اوساط متابعة لحراك العلولا، ان لقاءاته ستحمل في طياتها الكثير من الدلالات على مدى نجاحه في خرق جدار الازمة مع بيت الوسط، داعية في هذا الاطار الى ترقب ما اذا ستكون هناك زيارة للوفد الى اللواء اشرف ريفي، الذي تحدثت المصادر عن امكانية حضوره لعشاء معراب بوصفه حليف القوات اللبنانية في دائرة عكار.

وسط هذه الاجواء، وفيما ترتفع الحماوة الانتخابية في الدوائر على وقع استمرار الاتصالات والاجتماعات المكوكية بين القوى السياسية لانجاز الترشيحات والتحالفات، تكشف الاوساط المتابعة لحراك علولا، والتي جاءت بعد مناقشات وتقييم داخل الادارة في الرياض، تخللتها اكتر من وجهة نظر، قبل ان يحسم الامر ولي العهد الامير محمد بن سلمان، استنادا الى مجموعة من العوامل ابرزها وبحسب الاوساط:

– عدم رغبة المملكة في التجاوب مع طلب الرئيس الحريري بزيارة الرياض والذي تقدم فيه اكثر من مرة، وتفضيلها ان يأتي ذلك بناء لدعوة منها في حال كان تقييم الوفد السعودي ايجابيا للمحادثات البيروتية.

-الضغط الفرنسي المتزايد على الرياض في اتجاه تسوية الاوضاع مع لبنان، وتأمين نجاح مؤتمر باريس 4 الذي يعتبر الايليزيه فشله ضربة لجهوده في العودة الى لبنان من البوابة الاقتصادية.

– الرغبة في معاينة الواقع على الارض، لجهة الالتزام بسياسة النأي بالنفس، وسط اصرار اميركي – اوروبي على ضرورة عودة الرياض الى تأدية دور اساسي في لبنان لموازنة الدور الايراني في اطار الصراع الجاري في المنطقة.

– الاصرار على عدم دفع اي مساهمات جديدة قبل معرفة مصير المساعدات المدفوعة سابقا وكيفية صرفها والجهات التي ذهبت اليها، بحسب ما تبلغ الفرنسيون من الجانب السعودي، حيث تربط المصادر بين هذا البند ومسألة مكافحة الفساد الجارية في المملكة، وسط اعتقاد سائد بان المساعدات التي قدمت كانت الواجهة لعملية «نهب» منظم بالتكافل والتضامن بين جهات لبنانية وسعودية، حيث بينت التحقيقات في المملكة بعد متابعة بعض ملفات القروض المعلقة الكثير من الامور.