Site icon IMLebanon

لبنان لن يحضر مؤتمر البحرين الذي تفوح منه رائحة التوطين

 

تتحضر البحرين لاستضافة مؤتمر «تشجيع الاستثمار في المناطق الفلسطينية» في 25 و26 حزيران الحالي، والذي دعت اليه الولايات المتحدة الاميركية من ضمن «صفقة القرن» التي قدمها الرئيس الأميركي دونالد ترامب كمشروع لحل الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني، ويروّج له صهره جاريد كوشنير، و الذي اقترحه لبدء العمل به، من البوابة الاقتصادية، بعد صدور قرارين اميركيين، بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، وبالجولان السوري المحتل من ضمن «ارض اسرائيل»، والغاء فكرة حل الدولتين، حيث عارضت السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس، المشروع، واعتبرته يصفي المسألة الفلسسطينية، ويسقط الاتفاقات السابقة التي حصلت بينها وبين الحكومة الاسرائيلية، منذ اتفاق اوسلو.

فالمؤتمر الذي لم تعلن بعد بعض الدول العربية حضوره، ومن ابرزها مصر والاردن والمغرب التي تقيم علاقات مع الكيان الصهيوني، فان لبنان اعلن رفضه حضور المؤتمر الذي يرتكز على «صفقة القرن» التي اسقطت حق العودة للفلسطينيين، وتدعو الى بقاء الفلسطينيين في الاماكن التي نزحوا اليها، او ترحيلهم وهجرتهم الى دولة غير فلسطين.

ويعمل مهندسو «صفقة القرن» على استثمار اموال في الضفة الغربية وغزة، لتخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني، اذ في نظر الاميركيين، ان الفقر يلعب دوراً في تأجيج الانتفاضات، وان حالة اليأس المتولدة من عدم وجود فرص عمل، تدفع بالشباب الى اعمال العنف، وفق قراءة مصادر فلسطينية مطلعة «لصفقة القرن»، واهدافها اذ تم رصد حوالى 25 مليار دولار، للاستثمار في المناطق الفلسطينية، ورفع من مستوى اقتصادها ومعيشتها، اذ برأي الادارة الأميركية الحالية وبالتنسيق مع العدو الاسرائيلي، فان تحقيق الازدهار في هذه المناطق، يؤمن الاستقرار، ويسهل اقناع الفلسطينيين القبول بادارة ذاتية لمناطقهم التي ستبقى تحت الاحتلال الاسرائيلي، وهو ما يرفضه الشعب الفلسطيني، الذي لن يوقف المقاومة ضد الكيان الغاصب، وان ما يجري في غزة يؤكد على فاعلية دور المقاومة التي أفقدت الجيش الاسرائيلي صدقيته، وبات في موقع الضعيف، في قطاع محاصر امتلك قوة الردع بمواجهة الاعتداءات الاسرائيلية عليه، وقد اصبح قادراً على الوصول بصواريخ المقاومة الى تل ابيب.

فاغراق المناطق الفلسطينية بالاستثمارات من شركات أجنبية او اسرائيلية وربما عربية، لن يغير من قناعة الشعب الفلسطيني باستعادة حقوقه كاملة، وقد تنازلت «منظمة التحرير»، عن برنامجها الداعي الى تحرير فلسطين من النهر الى البحر، وقبلت حل الدولتين، فان في «صفقة القرن»، اعادة احياء لمشروع «الوطن البديل» في الاردن والتوطين في اماكن النزوح الفلسطيني، حيث يدخل لبنان ضمن المشروع الاميركي، تقول المصادر التي تعيد للذاكرة، مشروع الرئيس الاسرائيلي ورئيس الحكومة الاسبق شيمون بيريز، حول «الشرق الاوسط الجديد» الذي يقوم على التعاون الاقتصادي بين الدول، وقد طرحه في مطلع التسعينات، ليتبناه «المحافظون الجدد»، ويحيونه مع الرئيس الاميركي الاسبق جورج بوش الابن الذي طرح «الشرق الاوسط الكبير» وكل ذلك لتثبيت الكيان الصهيوني، وادخاله في الدورة الاقتصادية في المنطقة، حيث تجاوبت انظمة عربية مع طروحات بوش.

وفي كل المشاريع التسووية والتصفوية للمسألة الفلسطينية، كان لبنان له نصيب منها، وهو توطين الفلسطينيين فيه، اذ كشفت المصادر عن ان من ضمن المبالغ التي سترصد اذا ما انعقد مؤتمر البحرين، المهدد بتأجيله، مبلغاً للدول التي سيوطن الفلسطينيون فيها، ومن ضمنها لبنان، تحت عنوان مساعدته اقتصادياً ومالياً، وهو الذي يعاني ازمة اقتصادية، وقد تأتي المبالغ تحت عناوين غير مباشرة للتوطين الفلسطيني، كما تجري محاولات لبقاء النازحين السوريين، مقابل الاموال التي تدفع تحت اسم منح لمساعدة النازحين السوريين.

واعلن لبنان الرسمي عدم حضوره لمؤتمر البحرين، لأنه غير معني به والمشاريع المطروحة عليه، لان في طياتها، اغراء ماليا، لمساعدة لبنان، على ان يسكت عن حق العودة للفلسطينيين، وستخصص اموال لرفع مستوى المخيمات خدماتياً وانمائياً، وتعزيز الوضع الاقتصادي والاجتماعي للاجئين، اذ ترصد وزارة الخارجية، كل التحركات الديبلوماسية والسياسية التي ترافق «صفقة القرن»، التي تعمل لتوطين الفلسطينيين، الذي سبق للامين العام «لحزب الله» السيد حسن نصرالله، ان دعا الى حوار لبناني – فلسطيني لمواجهة مشروع التوطين واسقاطه.