يبدو أنّ ما يُسمّى بالنظام السوري قد بدأ تنفيذ مخطط تفتيت سوريا وتقسيمها، وهذا ما ظهر في الاتفاق الذي أبرمته القوات الروسية الموجودة في قاعدة حميميم في ريف اللاذقية، بين القوات الكردية والنظام.
وفي الاتفاق، بنود: أولها وقف إطلاق النار.
2- انسحاب القوات العسكرية من المدينة وتسليمها الى القوات الكردية التي تعتبر قوى أمن الادارة الذاتية الكردية.
3- تبادل الأسرى والجرحى والمعتقلين بين الطرفين.
4- فتح الطرق كافة التي أُغلقت جراء العمليات العسكرية في الحسكة.
5- إعادة النظر في «ميليشيات الدفاع الوطني» التابعة لقوات الاسد… في خطوة اعتبرت أنها مقدمة لحلها في المدينة.
6- إعادة المفصولين من الوظائف الى وظائفهم.
وعُلم من مصدر إعلامي في «الادارة الذاتية» الكردية أنه بموجب الاتفاق ستحتفظ القوات الكردية بجميع المناطق والمواقع التي سيطرت عليها أخيراً في الحسكة، بمعنى أدق أنّ 90% من مساحة الحسكة أصبحت في يد الأكراد، ولم يبقَ للنظام سوى 10% المعروف بالمربع الأمني في المدينة.
ومن يتابع مجرى الأمور يتبيّـن له أنّ النظام كان قد حرّر الحسكة من قوات «داعش»، وفور ذلك دارت معارك ابتداءً من 18 آب الجاري، وتم تسليم الحسكة الى الأكراد.
ماذا يعني هذا؟
يعني أنّ النظام بدأ يسير في مخطط تقسيم سوريا، هذا المخطط المرتكز على إقامة مناطق ودويلات طائفية: دولة كردية، دولة علوية، دولة سنية…
والسؤال الذي يطرح ذاته اليوم: أين ادعاء النظام بأنه يقاتل الإرهاب؟
وهل تقسيم سوريا هو الذريعة التي يتلطّى وراءها النظام؟
والسؤال الأكبر: هل يبدأ تقسيم سوريا من الحسكة؟
وثمة سؤال آخر كبير: ما هو موقف الاتراك خصوصاً وأنهم منذ فترة أخذوا بالتراجع موافقين مع الايرانيين ومع الروس على أن يكون هناك دور للنظام عندما يبحث مستقبل سوريا؟
ومزيد من الأسئلة: لماذا تبجّح الايرانيون بالسماح للقوات الروسية باستعمال قاعدة همدان الجوية للضرب في سوريا، ثم أنكروا ذلك، ومن ثم عادوا فادعوا أنهم لم يقبلوا به الخ… في إطار التقية المعروفون بها، وفي الوقت ذاته تطلب إيران من روسيا تدخل الطيران الروسي لتدمير ما تبقى من حلب…
مَن مع مَن؟ ومَن ضد مَن؟ ويد مَن في يد مَن؟ العلم عند رب العالمين، لكن الأيام ستكشف ما إذا كان تقسيم سوريا قد بدأ فعلاً من الحسكة.