لم يكن السيّد في يوم من الأيام بهذا الإنفعال، ما يؤكد أنّ العقوبات الاقتصادية التي تفرضها أميركا على إيران وحلفائها، أصبحت تعطي مفاعيلها، وكل كلام عن الاستغناء عن الدولار والذهاب الى الصين، كلام بكلام.
أولاً: لو كان ذلك متاحاً فلماذا لا تذهب إيران الى الصين؟ وللعلم فقط كيف نفسّر ارتفاع الدولار مقابل التومان (العملة الإيرانية) إذ أنه في العام ١٩٧٨ أي أيام الشاه، كان الدولار يساوي ٥ تومان، فلماذا صار سعر الدولار اليوم ١٨٥.٠٠٠ ماية وخمسة وثمانون ألف تومان، فهل هذا انتصار؟
ثانياً: كنت أظن ان السيّد يملك معلومات دقيقة، خصوصاً أنه مرجعية كبيرة، فلا يجوز أن يبني رأيه على معلومات غير موثقة، خصوصاً عندما قال إنّ البنوك حوّلت بين شهري تشرين وشباط ٢٠ مليار دولار أميركي. هذا كلام غير دقيق، لذلك أتمنى أن يبني رأيه على معلومات دقيقة، لأن مثل هذا الأمر خطير جداً فلا يجوز ان يتعامل معه من دون وثائق، وإذا كان لا يستطيع أن يحصل على معلومات دقيقة فهناك طرق أخرى.
ثالثاً: طرح السيّد أن نشتري البنزين والمازوت والقمح والمواد الطبية وقطع الغيار والأدوية والمواد الغذائية بالعملة اللبنانية، نظن أنّ هذا الكلام ممكن، فماذا يحدث في إيران؟ ولماذا توزّع الدولة الايرانية ٤٨ مليون حصة غذائية؟ ولماذا أصبح ٨٠٪ من الشعب الايراني تحت خط الفقر؟
رابعاً: أكد السيّد أنّ المخطط للقضاء على البنوك أصبح واضحاً منذ ١٧ ت١، فوضع حاجز تحت ستار الحزب الشيوعي ومنظمة العمل الشيوعي على باب مدخل مصرف لبنان، ومنذ ٣ سنوات هناك حملة مركزة من جماعة المقاومة والممانعة يريدون من خلالها الإستيلاء على البنوك.
خامساً: أما الكلام عن الدولار وارتفاعه فنريد أن نسأل السيّد: لماذا ارتفع الدولار في إيران وفي بغداد وفي سوريا وفي اليمن؟
سادساً: عن موضوع سلاح المقاومة، يجب أن يعلم السيّد أنّ الأوضاع الاقتصادية والديون، سببها الحقيقي هو سلاح المقاومة أولاً، وسياسة السيّد، إذ لا يمر أسبوع واحد من دون القول: الموت لآل سعود، والهجوم على أنظمة الدول الخليجية وتوجيه الاتهامات لها.
يا سيّد، لبنان بلدنا سياحي أولاً وأخيراً لا بديل له عن السياحة، الزراعة بسبب مساحة لبنان وغلاء الأراضي وعدم توفر اليد العاملة يجعل الاقتصاد اللبناني يعتمد على السياحة. وللعلم أريد أن أعطي بعض المعلومات: مثلاً فرنسا يدخل إليها سنوياً ٨٠ مليون سائح فتحصّل ٨٠ مليار دولار كدخل صافٍ.
اسبانيا يدخل إليها ٦٥ مليون سائح، فتحصل على ٦٥ مليار دولار، أرجو أن تتأكد من هذه المعلومات كي تستطيع أن تقدّر ما تقول.
سابعاً: يريد السيّد أن نذهب الى الصين، وهذه ليست المرة الأولى التي يطرح فيها هذا الطرح، بل انه قال ذلك في خطاب قبل ظهور وباء «الكورونا». ما هذه المصادفة فبعد أيام من دعوته للذهاب الى الصين صدّرت الصين الى العالم وباء «الكورونا» فنقول الله يستر.
ثامناً: مشكلة الكهرباء بالنسبة للسيّد سهلة، إذ يمكن أن نذهب الى إيران. والسؤال الذي يطرح نفسه هو أنّ جماعته تحتل موقع وزارة الطاقة منذ ١٩٩٢، فلماذا لم يذهب الى إيران؟ وهل يعلم ان ٤٦ مليار دولار هي خسائر لبنان من الكهرباء.
تاسعاً: أميركا تخاف من لبنان وهذا كلام خطير ولكن كيف؟؟؟
* إذا جعنا فإنّ كل دول محور الممانعة والمقاومة قد تعاني من الجوع فما هو الحل؟
* يريد أن نشتري النفط والغاز من إيران بالليرة اللبنانية، ليتنا نسأل إيران إذا كانت تقبل بكل كلمة جاءت في خطاب السيّد، والتي تشير في مجملها الى أنّ «قانون قيصر» يهدّد لبنان وسوريا وإيران تهديداً مباشراً… وهذا القرار سيكون أكبر خطر علينا جميعاً.