IMLebanon

دولة تستدعي الوصاية  

 

لم يطل الأمر كثيراً في 11 شباط الماضي وصفنا حكومة الدكتور حسان دياب بأنّها «حكومة الإنهيار»، أمس وبعد 20 يوماً فقط «نطقها» دياب بلسانه وأمام قناصل دول العالم، كان الحريّ به بعد ما أعلنه وبصيغة فاضحة جداً في إعلان الفشل أن يتوجّه إلى اللبنانيّين مقدّماً إستقالته وأمام قناصل دول العالم حياءً منهم ومن الشعب اللبناني، وحرصاً وما تبقّى من ماء وجه الدولة اللبنانيّة، إن تبقّى ماء ما في وجهها!

 

حتى وهو «يوصّف» دوراً ما لحكومته ـ التي يعرف اللبنانيّون كيف تم تركيبها وتشكيلها بل كيف تمّت تسميته هو شخصيّاً لرئاسة الحكومة ـ حتى توصيفه وبالرّغم من كونه «نيرانيّاً» جاء إنشائيّاً بارداً متناقض المعنى «الحكومة اختارت أن تحمل كرة النار، وهي تعمل على تخفيف لهيبها، كي لا تحرق التراب، بعد ان أحرقت الأخضر واليابس»، هكذا كلام يصدر عن مسؤول يحاول أن يدّعي لنفسه بطولة لا يمت إليها بصلة لا من قريب ولا من بعيد في هذه اللحظة اللبنانيّة التي تكرّس نهائياً انهيار لبنان ودولته وشعبه!!

 

كيف يجد رئيس حكومة مسؤول الجرأة أن يبقى في موقع المسؤولية بعد أن يعترف أمام دول العالم أنّه «بكل صراحة، لم تعد هذه الدولة، في ظل واقعها الراهن، قادرة على حماية اللبنانيين وتأمين الحياة الكريمة لهم. وبكل شفافية، فقدت هذه الدولة ثقة اللبنانيين بها. وبواقعية، تراجع نبض العلاقة بين الناس والدولة إلى حدود التوقف الكامل»، «بأيّ عين» يبقى دياب في موقعه؟ وكيف سيقنع اللبنانيين أنّهم محقّين في ثورتهم على دولة فاشلة فاسدة لا ثقة بينها وبين شعبها، في هذه البلاد «كل شي بيصير»!!

 

لم يعد اللبنانيّون مجبرون أبداً على مرارة خوض إستكمال أعطاء فرصة لحكومة فاشلة، بعدما استيقنوا أنّ التجربة وصلت إلى الحتمي والانهيار الكامل المعلن على مسمع دول العالم، هذه الحكومة عاجزة عن أخذ قرار، وبمنتهى الصراحة قرار سندات اليوروبوندز، ودخول البنك الدولي على خط الانهيار الإقتصادي اللبناني يتحكّم بها «الثنائي الشيعي» هو صاحب الأمر والنّهي في هذا القرار، و»الثنائي الشيعي» يتحمّل بمسؤوليته عن منع أخذ قرار مناسب بتعليق الرحلات من إيران إلى لبنان، فعرّضوا سلامة الشعب اللبناني لتفشي الكورونا بين أبنائه، وبالتستّر على أعداد الموجودين فيما أسموه عزل منزلي والتي ستسفر عن عدد إصابات كبير جداً، هذا بلدٌ مختطف منذ العام 2005 وحتى الساعة، ولا يبدو في أفقه بصيص خلاص!

 

الأفضل لحكومة حسان دياب أن تقدّم استقالتها وأن يعي الجميع أنّ البلاد تحتاج لحكومة تواجه الوباء قبل الأزمات الإقتصادية، هذه حكومة لا تملك أصلاً برنامج إنقاذ ولا تملك مشاريع مواجهه حقيقية مع الأزمات التي يعيشها اللبنانيّون، وللمناسبة نحن  لا نصدّق أبداً الـ presentation التي قدّمها بالأمس الدكتور دياب بوصفه رئيس الحكومة عن قرارات صعبة ستأخذها حكومة، «حاج ضحك عاللبنانيين»، إجتماع الأمس كان على رأسه وزير المالية السابق علي حسن خليل، هل يحتاج الأمر إلى تفسير واضح أكثر من هذا إلى من يتخذ القرارات المالية ويفرضها؟!

 

يبقى أن أطرف ما سمعناه بالأمس بعد كلّ ما استفاض في كشفه الرئيس دياب، هو ما سارع النائب العوني روجيه عازار إلى طمأنة اللبنانيين به علّه يمتصّ الوقع السيء جدّاً لكلام رئيس حكومة «العهد القوي» فبشّرهم أنّ الرئيس العماد ميشال عون «لديه خطة للوصول إلى شاطئ الأمان»، يكاد عمر العهد ينتهي بعدما تجاوز نصف ولايته، فما هي خطّة الوصول إلى برّ الأمان، بعد كلّ الغرق والانهيار والواقع الذي تحدّث عنه رئيس الحكومة أين يقع برّ الأمان هذا؟!