اللبنانيون محبطون، خائفون، يائسون، فهل نزيد فيهم يأساً وخوفاً وإحباطاً على حد ما ورد في كلام رئيس الحكومة الدكتور حسان دياب، أمس، خلال استقباله القناصل برئاسة جوزيف حبيس؟!.
لا شك في أنّ الوضع صعب، وصعب جداً:
فالأوضاع المالية كارثية.
والوضع النقدي وارتفاع الدولار الجنوني أمام الليرة ليس ما يدعو الى أي اطمئنان.
ومشكلة الكهرباء وما يرافقها من نزف عبء الأعباء على كاهل خزانة الدولة، وأيضاً على كاهل المواطن.
النفايات أزمة متفاقمة وكأنّ الحلول في علم الغيب.
البطالة في ارتفاع نسبتها.
هجرة الشباب والأدمغة والكفاءات الى الخارج ما يفقد الوطن أعمدة مستقبله.
هذه كلها معروفة… واللبنانيون في حاجة الى مَن يبث فيهم الأمل وليس الى مَن يزيد فيهم الإحباط.
واللافت أنّ الجميع يتحدثون بالمشاكل التي يعرفها الكبير والصغير، ولكن أحداً لا يجرؤ على قول الحقيقة… كما أنّ المعالجات المطروحة هي أشبه بحبّة «البنادول» في مواجهة حال صحية متقدمة في الخطورة، قد تكون حبّة «البنادول» مفيدة لوقت محدّد ولكنها لا تعالج الداء وليست هي الدواء، فالمريض في حاجة الى عملية جراحية جذرية لا بدّ منها، وإلاّ عبثاً نحاول.
ولا حل إلاّ بالإعتراف بالخلل الحقيقي: فالسلاح هو الذي أوصل البلد الى ما هو عليه، ولا حل إلاّ بعودة لبنان الى محيطه الطبيعي، أي الى العالم العربي، وبالخروج من سياسة المحاور التي ربطنا بها السلاح.
ومن أسف أنّ البيانات الوزارية للحكومات المتعاقبة في السنوات العشر الأخيرة ركّزت على مبدأ النأي بالنفس، ولكنه كان على طريقة «كلام بكلام»…
فماذا كانت نتيجة هذا الكلام:
انخرطوا في الحرب في سوريا وفي قتل الشعب السوري،
وذهبوا الى العراق،
وذهبوا الى اليمن…
وخططوا لعمليات ونفذوا سواها في مصر والكويت والبحرين، وفي أوروبا الشرقية وأوروبا الغربية وبلدان في الاميركيتين الشمالية والجنوبية…
وقال السيّد «سنتواجد حيث يجب أن نتواجد».
باختصار إنّ مشكلة لبنان ليست مالية في منطلقها، وكان علينا أن نختار بين هانوي وهونغ كونغ… فاخترنا الأولى ولو بالإكراه تحت وطأة السلاح… لذلك ندفع الثمن هذا الكم من الأزمات وما يترتب عليها من فقر وإحباط ويأس و… بوادر جوع!
ومع احترامنا وتقديرنا لشركائنا في الوطن نقول بصراحة: لا يجوز أخذ الوطن الى حيث يتعارض مع مصلحة البلاد والعباد، ولا يجرؤ أحد على قول الحقيقة.