يرتقب أن يتبلور مسار تأليف الحكومة خلال الأيام القليلة المقبلة، بحيث أن ثمة أجواء توحي بأن الحكومة على وشك الولادة، وثمة معلومات عن الإنتهاء وحسم بعض الأسماء من الاختصاصيين والمستقلين على صعيد المقرّبين من رئيس الحكومة المكلّف حسان دياب، أو من فريقه السياسي، وصولاً إلى بعض الاختصاصيين المستقلين مثل الوزيرين السابقين دميانوس قطّار وزياد بارود، إلى المرشح لحقيبة السياحة والبيئة ربما، إذا لم تستبدل الأخيرة بأخرى، فهو معروف بأنه من أبرز خبراء السياحة في العالم، وله بصمات في هذا المجال خصوصاً على صعيد دوره في النهضة السياحية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي دول خليجية أخرى، ومشاركته في مؤتمرات عالمية، وخلافاً لما سرّبه البعض، فهو، وإن لم يكن حزبياً، فإن هناك رضى تاماً من المرجعية الدرزية الأساسية، إلى كونه على مسافة واحدة من كل الأطراف الدرزية.
وفي سياق متصل، علم من مصادر مواكبة لمسار التشكيل، بأن الخلاف الذي برز فجأة وبشكل لافت بين «التيار الوطني الحر» وعلى رأسه الوزير جبران باسيل، وزعيم تيار «المردة» الوزير السابق سليمان فرنجية، وإن كانت العلاقة بينهما غير سوية، فذلك ما أعاد خلط الأوراق من جديد، وتحديداً حول بعض الحقائب المارونية، وفي هذا الإطار، دخل «حزب الله» وحركة «أمل» على خط المعالجات، حتى أنهما أبديا ملاحظاتهما على بعض الأسماء الشيعية، طارحين بدائل ولو من اختصاصيين، في وقت لا زال بيت الوسط يترقّب ما يجري لإعلان الموقف الذي سيكون نارياً بحسب المتابعين لتحضيرات تيار المستقبل من خلال سلسلة تحرّكات حاشدة جداً يجري التحضير لها إن في العاصمة أو في المناطق، وصولاً إلى دار الإفتاء التي لم تقل كلمتها بعد، معبّرة عن عدم رضاها ليس تجاه الرئيس المكلّف، وإنما من الطريقة التي تم خلالها استبعاد الرئيس الأقوى في طائفته سعد الحريري، ودخول «الثنائي الشيعي» و«التيار الوطني الحر» على خط اختيار الرئيس المكلّف وخرق الميثاقية، ولهذه الغاية فإن المعلومات نفسها، تؤشّر إلى حركة احتجاجية ستظهر معالمها خلال الساعات المقبلة، وقد تكون أكثر ضراوة من الأيام الماضية عندما كلّف دياب بتشكيل الحكومة.
وفي الوقت عينه، فإن المخاوف من هذه الحركة الإحتجاجية، والتي قد تأخذ في مواقع عديدة الخطاب المذهبي، من أن يؤدي ذلك إلى فلتان الأوضاع، بينما على خط موازٍ، فإن حراك «الثوار» يأتي في سياق مغاير كلياً للإحتجاجات والتظاهرات التي يقوم بها مناصرو تيار «المستقبل»، إذ هناك أجواء عن معاودة حراكهم ضمن خطط مدروسة وبنك أهداف جاهز للتنفيذ، بمعنى أن هذه الحركة لن تتوقف كما يعتقد البعض، وإن اعترتها بعض البرودة، فذلك أمر طبيعي، وفق بعض الناشطين في الحراك، لا سيما وأن الأعياد فرضت نفسها في هذه المرحلة من خلال احترام مشاعر اللبنانيين وبهجة الأعياد، إضافة إلى عدم الإصطدام أو الدخول مع أي تظاهرات خطابها يأخذ المنحى المذهبي كي تبقى هذه الثورة ضمن الأهداف التي قامت عليها وعبورها لكل الطوائف والمذاهب.
ويبقى أخيراً، أن الحكومة العتيدة قد تكون ممثّلة ببعض الوزراء والمدراء العامين السابقين مثل الوزيرين السابقين زياد بارود ودميانوس قطار، إضافة إلى المدير العام السابق لصندوق المهجرين المهندس شادي مسعد.
