Site icon IMLebanon

حكومة إستقلاليين لا مستقلين

 

نقولها للرئيس دياب بصراحة: صراحتك لا تعنينا. وإعلان عجزك عن “حماية اللبنانيين” ليس شجاعة بل “غسل يدين” ومحاولة تعقيم.

 

أنت مسؤولٌ عن الانهيار المزري بقدر مسؤولية الطبقة السياسية الفاسدة التي أفرزتك. مشكلةٌ كبيرة إن اعتقدت نفسك منقذاً مثلما اعتبر الرئيس عون أنّه “المخلّص” الجديد. “كرة النار” التي تتحدّث عنها لم نناشدك التقاطها. وانتفاضة “17 تشرين” هتفت “كلن يعني كلن” لا ليأتيها واحد “منهُن”. وهي اندلعت لأنّ التركيبة التي “افتعلت” باللبنانيين على مدى ثلاثة عقود وصلت إلى ذروة عهرها مع نهب ودائعهم والتحكّم بمصير دولتهم ووطنهم. وأنت كنتَ وزيراً في إحدى حكوماتها. وسجلك في وزارة التربية وتعاملك مع الدكاكين الجامعية لا يجعلاننا نتوق إلى مزيدٍ من إنجازاتك.

 

قلنا لك يا دولة الرئيس “لا ثقة”، فاعتقدتَ انّ الشعب الثائر لا يفقه بالسياسة وأن إجراءات قمعية مشدّدة كفيلة بإجهاض انتفاضة شبانه وشاباته، وأن انتقالك من التدريس الجامعي المملّ إلى إثارة الاقامة في السراي فرصةٌ يجب ألا تضيع.

 

نعرف أن الوضع أكثر من صعب. ولذلك فإنه يحتاج حكومة تختلف عن مواصفات تشكيلتك الوزارية. حتى حكومة التقنيين المستقلين صارت من الماضي. بات الأمر يتطلب حكومة إستقلاليين.

 

فأزمتنا المالية والاقتصادية مربوطة حكماً بقدرتنا على اتخاذ قراراتٍ سيادية تتعلق بالاستعانة بصندوق النقد. والصندوق يا دولة الرئيس هو “شهادة” عبور إلى المساعدات. والأخيرة معقودة اللواء لـ”مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان”. وهذه كما تعلم تشترط تنفيذ القرارات الأممية وبينها 1701 و 1559، ولن تنتشلنا من الورطة إلا إذا انسجمنا مع متطلبات المجتمع الدولي. وهي واقعياً وعملياً تتلاءم مع مطالب معظم المواطنين ولو أنها لا تحظى بتأييد الذين يصرون على بقاء لبنان ساحة للصراع الإقليمي.

 

والحكومة السيادية يا دولة الرئيس مطلوبة اليوم أكثر من ذي قبل، لأن سيادتك لم تقفل معبراً غير شرعي حتى الآن، ولا طرحتَ استراتيجية دفاعٍ في بيانك الوزاري، ولا طالبتَ بنأي جديّ بالنفس ينجّينا من مغبّة القتال خارج حدودنا ويحمينا من توسيع دائرة الاستعداء. والأهم من ذلك كله فشلك الذريع في مواجهة الـ”كورونا” وخضوعك لاملاءات سياسية حالت دون وقف الرحلات من إيران وإليها حتى انتقل الفيروس إلى العمق اللبناني.

 

الـ”كورونا” كان قراراً سيادياً بامتياز، فما رأيناك مقداماً لنَتنسّم فيك بشائر رجلِ دولة قادر على استعادتها من براثن منتهكي حقوقها السيادية، بل وجدناك تتلو خطاب “القدرة على النهوض” ثم تدندن معزوفة “أوركسترا” التعطيل. والشرح يطول…

 

دولة الرئيس: خذ فرصتك لكن حذارِ اللعب بـ”كرة النار”