علم أن اتصالات ساسية تجري بعيدًا عن الأضواء مع مرجعيات سياسية وروحية من أجل تجنيب البلد ما هو أخطر من الوضع الحالي على اعتبار أن المسألة المصرفية تحتاج إلى معضلة بما يتعلق بأموال المودعين والأمر عينه لحالة البلد الاقتصادية والاجتماعية والمالية بشكل عام مما يدخل البلد في نفق مظلم أكثر بكثير مما يشهده في الحالة الراهنة وبالتالي بدأت الحكومة كما يلاحظ في صدام سياسي مع تيار المستقبل وأطراف أخرى وقد تصل الأمور إلى مرحلة التصعيد المتدرّج بين الحكومة والتيار الأزرق خصوصًا وأن هناك معلومات عن توجه لرئيس الحكومة كما يتردد في مجالسه بأنه لن يتحمل وزر أعباء الماضي.
وسيرد على أي تعرّض له وهذا ما قرّره ربما فاجئ خصومه وحتى الرئيس سعد الحريري نفسه الذي حتّى الآن لم يأخذ القرار بالمواجهة مع الرئيس حسان دياب انما هناك مؤشرات تشي برفع منسوب التصعيد السياسي من قبل تيار المستقبل اتجاه الرئيس دياب تحديدًا إذ ينقل عن بعض نواب تيار المستقبل بأنه على معلومات وثيقة بمن يقف وراء هذه الحملات ولن يسكتوا عليها لذلك الأمور تسير نحو التصعيد وبالتالي من الطبيعي أن ذلك سيكون له تأثيره الواضح والكبير على المسارات الاقتصادية والمالية والاجتماعية التي تبقى الشغل الشاغل للمواطن وسط أجواء عن عودة الحراك إلى الشارع على خلفية عدم تسجيل أي إيجابيات بالنسبة للملفات المعيشية أو مكافحة الفساد وإعادة الأموال المنهوبة وصولاً إلى الأمر الأبرز والذي يتمثل بالشأن المصرفي الذي أخذ حيزًا أساسيًا من عظة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ولهذه الغاية فإن صرخة البطريرك الراعي تركت تأثيرها لدى الشارع وبعض السياسيين إنما هذه المسألة دونها صعوبات وعقبات.
وفي خضم هذه التطورات فإن ما يزيد الطين بلّة ما يحصل في المنطقة من تصعيد ميداني بين الأتراك والسوريين له تداعياته وانعكاساته السلبية على الوضع اللبناني الداخلي وهذا يؤثّر على الشأنين المالي والاقتصادي في ظلّ الترابط بين الملفين السوري واللبناني من خلال التداخلات السياسية والميدانية والاقتصادية إلى قضايا أخرى من تحالفات بعض الأطراف التي تقاتل في سوريا إلى جانب النظام فهذه الحالة أيضًا تعقّد مسار الحلول في لبنان وترفع من منسوب التصعيد السياسي وهذا ما حصل في الساعات الماضية وبالتالي فإن المعضلة الأكبر في هذا الشأن تتمثل بصعوبة حصول لبنان على المساعدات من الدول المانحة نظرًا للعقوبات الدولية على حزب الله وإيران وحلفائه وخصوصًا بعد أن تسببت معلومات عن توجه تفعيل هذه العقوبات وكل ذلك له سلبياته على المسار اللبناني بكل تجلياته وصولاً إلى الخلاف السياسي الداخلي والانقسامات آخذة بالتفاعل بين الأفرقاء كافةً.
وأخيرًا، فإن كل هذه المؤشرات تبعث على أي معطى إيجابي في هذه المرحلة نظرًا لتشابك الملفات وتراكمها دون أي حلول مرتقبة لا بل أن هناك استحقاقات داهمة تتمثل بسداد ديون لبنان والحملات السياسية على الصندوق النقد الدولي وبمعنى أوضح ثمة اختلافات هائلة في وجوهات النظر بين هذا الفريق وذاك بطبيعة الحال فذلك يؤثّر أيضًا على دور الحكومة وعملها لذا لبنان أمام كمّ من الأزمات والخلافات ما يبقي كل الاحتمالات في حلقة مفرغة حتى الآن.