Site icon IMLebanon

قراءة في حملة دياب على سلامة!

 

قراءة في حملة رئيس الحكومة حسّان دياب على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، التي جاءت في غير زمانها، وبأسلحة خلّبية، تطلق اصواتاً واتهامات غير مسندة الى وقائع ملموسة، وعلى قاعدة «انا حاكمك وربّك»، انها ستصبّ في نهاية الامر في مصلحة سلامة، وليس في مصلحة دياب ومن هم وراءه، وقد ينجو سلامة من اي مساءلة مستقبلية، ان هو كشف معلوماته حول المسببين الرئيسيين للكارثة المالية، الذين فرضوا السياسة المالية لمصرف لبنان، وللاموال الطائلة التي سحبوها من المصارف، اي من ودائع الناس، وصبّت في حساباتهم في مصارف اوروبا وغير اوروبا، وهنا كانت مسؤولية سلامة في نظر المودعين، انطلاقاً من مبدأ حماية الودائع او الاستقالة.

 

خطأ دياب، انه تجاوز جميع حالات الفساد والهدر التي تعشش في الادارة العامة وفي المرفأ والمطار والحدود الفالتة، وفي التهرّب الضريبي، ونزف الكهرباء، والمشاريع المشبوهة، والالتزامات العشائرية، ومؤخراًَ تجاوز انجاز خطته الاقتصادية الانقاذية التي كان يفترض ان تصدر منذ شهر على الاقل، لتعطي جرعة ثقة بهذه الحكومة، كما تلكأ في محاربة الغلاء، وفي مكافحة الصيارفة غير القانونيين، ولم يصرف اي جهد يذكر في البحث عن مساعدات مالية من الدول العربية والدول الصديقة، والبنوك الدولية والعربية، وانحاز داخلياً في التعيينات وبعض المشاريع الى فريق معيّن، وصبّ غضبه على رياض سلامة لاسباب سياسية وليس لأسباب وظيفية مالية، من هنا جاءت حملته، بالشكل والمضمون على انها «ردّ جميل» لمن يريد ان يرى رياض سلامة خارج مصرف لبنان وربما في السجن.

 

من هنا يمكن فهم موقف البطريرك الماروني بشارة الراعي، ليس من منطلق طائفي او مذهبي، بل من منطلق استهجان ورفض طريقة التعامل مع سلامة، اضافة الى ان قيادات سياسية اخرى، مثل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي لا يرفض محاسبة سلامة عن طريق القضاء المختص، بل يرفض كما غيره، ان تكون المحاسبة سياسية، وعن طريق الاتهام غير الموثق والتشهير والادانة قبل القضاء، علماً بأن حملة دياب تأتي في واقع امني غير مريح، وفي فترة الانشغال بفيروس «كورونا»، ولا يعرف بعد ما اذا كانت الاعتداءات الاخيرة على بعض المصارف جزءاً من الحملة على سلامة.

 

* * *

 

رئيس حزب التيار الوطني الحرّ جبران باسيل، لم تعجبه على ما يبدو عظة البطريرك الراعي التي تناول فيها موضوع الحملة على سلامة، وحذّر من «تطييف» موضوع حاكم مصرف لبنان، ومن اي موضوع آخر، وموقفه هذا، يعكس اما وجود خلافات سابقة مع سيد بكركي، واما بداية خلاف قد يأخذ مداه قريباً.