صحيح أنّ أميركا عدوّة للعرب، وبالتالي وبما أنّنا عرب، فهي عدوتنا وتقف ضدّنا، ولكن يبقى السؤال: هل نستطيع أن نحاسب أميركا كما يريد السيّد؟ طبعاً كلا، هذا أولاً.
ثانياً: السيّد يريد أن يحارب أميركا ونحن غير مهتمين، لأننا لا قدرة لنا على ذلك، فلو كان الكلام صحيحاً فلماذا لا يذهب الى سوريا ويحارب أميركا من هناك؟ خصوصاً أنه شارك مع الاميركيين في قتل الشعب السوري، ومعهم أيضاً شاركت إيران والميليشيات العراقية، ولن ننسى «فيلق القدس» والقائد الذي لا يتكرر، قاسم سليماني، الذي وللأسف قتل في مطار بغداد ومعه نائب قائد ميليشيات «الحشد الشعبي» في العراق أبو مهدي المهندس. كل هؤلاء شاركوا في قتل الشعب السوري تحت شعار المؤامرة وتحت شعار «داعش»، شاركوا في عملية قتل الشعب السوري وتشريده. كفاكم الكذب على الناس، فكل ما يفعله «حزب الله» هو تنفيذ الأوامر الإيرانية وهذه حقيقة دامغة.
ثالثاً: اما اصرار السيد بأنه لا يريد تغيير النظام في لبنان لا النظام المالي ولا السياسي، ولا المعيشي ولا الاجتماعي… فكل هذا الكلام ما هو الا رد غير مباشر على كلام البطريرك الراعي في عظته الاخيرة والتي طالب فيها رئيس الجمهورية العودة الى الشرعية، وتحرير رئاسة الجمهورية.
رابعاً: يتحدث السيّد عن الزراعة والصناعة، ونحن معه في هذا التوجّه، ولكن علينا أن نعرف حجمنا قبل أن نطرح شعارات ونظريات. فهل يعرف السيّد ما هي مساحة سوريا؟ مساحة سوريا اكثر من ١٨٥ ألف كيلو متر مربع، بينما مساحة لبنان ١٠٤٥٢ كيلو متر مربع. يعني أنّ سعر الارض في لبنان أغلى ١٠ مرات من السعر في سوريا. كما أنّ اليد العاملة في سوريا ليست أرخص بمليون مرة عما هي في لبنان. وهنا نلفت السيّد الى أنه لولا العمال السوريون لما شيّد منزل واحد لأي لبناني، لأنّ قطاع البناء في لبنان يعتمد اعتماداً كلياً على اليد العاملة السورية. وللعلم أيضاً هناك مليون عامل سوري يعملون في لبنان. لذا فإن نظرية الزراعة نظرية عظيمة، لكنها غير قابلة للتطبيق.
خامساً: يتحدث السيّد عن الصناعة، وهنا نقول للسيّد أيضاً إنّ هناك بعض الصناعات في لبنان ولكن أين الإستقرار يا سيّد؟ ففي كل ١٥ سنة تمر على بلبنان أزمة وحرب أهلية تعصف بالوطن. فالحروب بدأت عام ١٩٥٨، ثم في العام ١٩٧٣، ثم عام ١٩٨٢ الذي شهد الإجتياح الاسرائيلي، ودخول بيروت لأوّل مرة في تاريخ الحروب بين «إسرائيل» والعرب. «إسرائيل» دخلت أوّل عاصمة عربية، والحمدلله انسحبت عام ٢٠٠٠ وبقيت في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ولا تزال، ننتظر ورقة من سوريا تقول فيها إنّ تلك الأراضي ليست ملكاً لها. كما كانت حرب ٢٠٠٦ التي حملت شعار «لو كنت أعلم»، والتي تسبّبت بقتل ٥٠٠٠ مواطن لبناني من الجيش ومن المقاومة.
سادساً: نظريات الصناعة والزراعة نسخة طبق الأصل عن تعابير الرئيس والسيّد. فما هذه المصادفة ولا نعلم حتى الآن مَن نصح مَن، ومَن جاء بهذه النظريات أولاً وبادئ ذي بدء.
سابعاً: بالنسبة للذهاب الى الشرق، نبدأ بإيران. فهل يعلم السيّد أنّ ٨٠٪ من الشعب الايراني تحت خط الفقر، أي أنّ ٤٨ مليون مواطن يعانون الفقر في إيران، ويتلقون مساعدة بقيمة ٢٠ يورو شهرياً لكل واحد منهم؟
وهل يعلم السيّد أنّ إيران لا توجد فيها مصافٍ للنفط، فكيف نذهب الى بلد يعاني من العقوبات الأمرين؟
وهل يعلم السيّد أنّ كل دولار أيام الشاه كان يساوي ٥ تومان؟ أما اليوم فكل دولار يساوي ٢٢٠.٠٠٠ مائتان وعشرين ألف تومان.
ثامناً: يطلب السيّد أن نذهب الى الصين أيضاً. وهنا أحب أن ألفت السيّد الى أنّ هذه الحكومة هي حكومة «الحزب العظيم» فبدل أن يطلب من أشخاص غير محددين الذهاب الى هناك فلماذا لا يعطي أوامره الى موظفيه برتبة وزراء، للذهاب الى الصين؟ لكن علينا أن نلفت نظره الى نظرية تقول: «لو في خير ما تركه الطير…» لنشير الى أنّ الصين نظرياً بلد عظيم جداً، لكنها ليست بهذه البساطة التي طرحها… وهنا أريد أن ألفت نظره أيضاً الى موضوع الكهرباء، فالصين تشتري المولدات، أي الموتورات من ٣ شركات أجنبية هي: ميتسوبيشي اليابانية وGeneral éléctric الاميركية و Seimens الألمانية.
تاسعاً: الوضع الاقتصادي السيّىء الذي وصل إليه الاقتصاد اللبناني بسبب حزبك العظيم يا سيّد، لا يحقق الإستقرار. فكل يوم تهدّد «إسرائيل»، وبالرغم من أنكم ومنذ حرب «لو كنت أعلم» ولتاريخ اليوم لم تفعلوا شيئاً سوى التهديد فقط، وحرب ٢٠٠٦ التي افتعلها السيّد تسببت بإبعاد الحزب ٥٠ كيلو متراً عن حدود فلسطين المحتلة ولتحل القوات الدولية بين العدو الاسرائيلي والحزب حماية للدولة العبرية.
عاشراً: لبنان يصلح للسياحة، وهو يصلح ليكون جامعة العالم العربي، ويضم الجامعة الاميركية واليسوعية، ولبنان مستشفى العالم العربي، وهو من أهم مستشفيات الشرق… وهو بلد سياحي، وهنا أريد أن أعطي بعض المعلومات، فإنّ دخل فرنسا من السياحة ٨٥ مليار دولار لأنه يدخل إليها ٨٥ مليون سائح… ودخل اسبانيا ٦٥ مليار دولار مع دخول ٦٥ مليون سائح.
فلو دخل الى لبنان ٥ ملايين سائح فإنّ المدخول سيكون ٥ مليارات، ويمكن أن يصل الى ١٠ ملايين سائح خصوصاً أنّ مطار رفيق الحريري يستوعب ١٠ ملايين مسافر.
نكتفي بهذه المعلومات لنقول للسيّد بأنّ سعر المتر في بيروت عام ١٩٧٠، وتحديداً مكان البنك العربي في منطقة «السوليدير» كان ٢٥ ألف ليرة لبنانية أي ١٠ آلاف دولار في ذلك الوقت، ولم يكن سعر المتر في نيويورك قد وصل الى أكثر من ١٠ آلاف دولار.