ماذا سيقول سماحة السيد حسن نصرالله عصر يوم الجمعة المقبل؟
لا نزعم جديداً أو نكشف سرّاً اذ نطرح السؤال أعلاه، فهو على كلّ شفة ولسان، ليس في الطائفة الشيعية الكريمة وبيئة أمين عام حزب الله والمحيط المقاوم فحسب، انما في لبنان كله، ولا نبالغ في القول ان المنطقة كلها تترقب كلام سماحته، لاسيما قادة وأركان العدو الاسرائيلي، من السفّاح نتانياهو الى اخر مرتزق في جيش الاحتلال.
وبعد نحو اربع وعشرين ساعة من الاعلان عن ان السيد سيتحدث اتصل بي صديقي الديبلوماسي الأوروبي الغربي (الذي انقل اراءه الى القراء بين وقت واخر)، من بلده، وقال لي (حرفياً): كن على ثقة بأن مجرّد الخبر أوجد خضة وبلبلة في المواقع العليا ليس في بلدنا وحسب انما في عواصم عديدة. واستدرك: أنا لا اتحدث، فقط، عن الأوساط الشعبية انما خصوصا في مواقع القرار.
ومن خلال حديثنا ابلغ اليّ ان موجة من الاسئلة طرحت ذاتها. وذكر منها على سبيل المثال لا الحصر الاتي:
لماذا أرجأ السيد نصر الله كلامه الى يوم الجمعة المقبل؟ فماذا سيحدث بين مساء الأحد وعصر الجمعة؟
وأيضاً: ماذا سيقول السيد، هل يعلنها حرباً مفتوحة؟ هل يدعو الى وقف اطلاق النار؟ هل يهدّد اسرائيل ويتوعدها؟ هل يتقدّم بخطة سلام؟ (…).
قلت له: هذه الاسئلة، باستثناء الأخير بينها يطرحها اللبنانيون على انفسهم ويتطارحونها في ما بينهم… وأنت يا صديقي، كيف ترى الوضع، بل كيف تجيب عمّا اسمعتني من أسئلة؟ أجاب: صحيح انني مطّلع على ادق التفاصيل عندكم، في لبنان، ولكن لا أدّعي معرفة بما يجول في رأس السيد نصرالله، وما سأقوله لك الان هو مجرّد تحليل ذاتي: بالنسبة الى تأخير موعد الاطلالة فأغلب الظن أن امين عام حزب الله كان ينتظر تطوّرا لافتا في مسار «حرب غزة»، وقد جاءه على طبق مزدوج، فمن جهة لم تفلح اسرائيل في اجتياح غزة بالرغم من كثافة النيران واستهداف المدنيين بشكل «فظيع». ومن جهة ثانية يعلم نصرالله، بالتأكيد، ما نملكه نحن في اوروبا الغربية من معلومات عن تصدّع الوحدة الداخلية في اسرائيل، وهو قد يُضمّن كلامه ما يعزز هذا الشرخ كونه مدركاّ ان الناس هناك يأخذون كلامه على محمل الجد، وهو ما لا يحظى به حكام اسرائيل من مواطنيهم.
وأضاف اما بالنسبة الى باقي الاسئلة فسأجيب عن الأخير منها بالنفي. فلن يطرح السيد نصرالله مشروع سلام، لأنه ربما ازداد اقتناعاً بزعزعة الكيان الاسرائيلي وهو من الذين يؤمنون بفلسطين «من النهر الى البحر».
ختاماً قلت له: قد تكون الديبلوماسي الأوروبي الغربي الوحيد الذي لا «يتغزّل» باسرائيل ويبرر ارتكاباتها. فودّعني قائلاً: صدّقني انهم كُثُرٌ، ولكنهم لا يجرؤون، أما أنا فـ «مشكلتي» انني كما تعرفني.