كان لا بدّ لهذه الأطنان من القذائف الخارقة والمتفجرة لتعبّر عن حقد وخوف العدو الإسرائيلي منك أيها القائد الاستثنائي، سماحة السيد حسن نصرالله، طيّب الله ثراك. كنت، وتبقى، تلك القامة البطولية الشاهقة، التي أرعبت الصهاينة طوال ما لا يقل عن ثلاثة عقود، حتى إذا ما لوّحتَ بتلك الأصبع المرفوعة، أقاموا لك ألف حسابٍ وحساب. وبقَدْر ما فقد جمهور العدو الثقة بقيادته المنافقة صدّق كل كلمة كنت تقولها، حتى إذا ما كنت تتحدث خلت شوارع فلسطين المحتلة وتسمّر القوم أمام شاشات التلفزة ليستمعوا إليك ليس لأنهم من أتباعك بل لأنهم يقارنون بينك وبين قياداتهم المنافقة… وإذا كان الوضع كذلك في بيئة الأعداء فكم بالحري في بيئتك ووطنك حيث الكثيرون يبادلونك الحبَّ عشقاً، والمودّةَ هياماً، والثقةَ ايماناً.
أيها السيّد يعز عليّ أن أخاطبك غائباً وأنت الحاضر أبداً، كان العميد العنيد في قولة الحق والتزام الموقف ريمون إدة يقول متحدّياً الذين يحاربون العدو بالكلام المنافق: هاتولي زرّاً من بزّة جندي صهيوني، أو سيراً من رينجره… الى أن جئتِ أنت ومقاومتك بأرتال الدبابات والآليات التي دمرها الحزب بقيادتك، وبمئات القتلى من جيش العدو، وبضرب اقتصاده وتعطيل مرافقه وكساد اقتصاده وانهيار سياحته وتراجع تصنيفه العالمي.
ولقد كان وجودك برداً وسلاماً على محبيك وناراً على العدو.
أقدمت يا السيّد عندما أدبروا جميعهم، وبادرتَ عندما أحجموا، وكشفتَ عما فيك من بسالة وغَيرة عندما جبنوا على مستوى الأمّتين، وبذلت الدماء والغالي والأغلى عندما تغرغروا بالسفسطة الممجوجة.
وها هو اليوم العدو، ينتشي بأنه «أزاحك من المعادلة»، وهو يعرف يقيناً أنك باقٍ في الوجدان والضمائر وأيضاً في القلوب، وأن الأفكار التي زرعتها والمبادئ التي نشرتها والقِيَم التي أرسيتها، والنضال الذي أنت سيده، والهمة التي انتقلتْ عدواها النبيلة منك الى الشعوب بالملايين في مختلف بلدان المنطقة والإقليم والى ما وراء حدودهما (الخ…) ستبقى نبراساً لكل من يعمل على مقارعة الباطل.
«أزاحك» العدو؟!. صحيح! ولكنه لن يستطيع أن يمحوَ «وجودك» الطاغي بعطر سيرتك الناصعة، وعظيم إنجازاتك، ومقاومتك الشريفة.
لقد أخرجك العدو من قيود الجسد لتدخل في رحاب التاريخ في أكثر صفحاته كرامةً وشجاعةً ونبلاً، ولتبقى تلك الشعلة/القدوة مثالاً للأجيال الآتية. فإلى جنة ربك راضياً مرضياً، سيّداً في الشهادة، بجوار الحسين سيد الشهداء، سلام الله عليكما.