IMLebanon

“الخسّة كبرت”!

 

 

نام اللبنانيون على إعلان الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله يوم 7 – 7 – 2020 “الجهاد الزراعي والصناعي” لمواجهة أميركا، واستيقظوا على اعتصام على طريق مطار بيروت الدولي اعتراضاً على زيارة قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي كينيث ماكينزي…

 

وكبرت “خسة” الصراع بين أميركا وإيران في لبنان، إذ استكمل المشهد بتصريح وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو يصف فيه “حزب الله” بـ”المنظمة الارهابية”، ويقولها “من دون قفازات”: “سنواصل الضغط على حزب الله وندعم اللبنانيين للحصول على حكومة نزيهة”، وقبلها بيوم كان نصرالله يقول للسفيرة الأميركية دوروثي شيا: “احترمي حالك…”.

 

وفي عودة سريعة إلى بداية العام وتحديداً موعد اغتيال قائد “فيلق القدس” اللواء قاسم سليماني، وبعد مراقبة الردود من إيران، يمكن الاستنتاج أن طهران عاجزة عن صناعة ردّ يليق بحجم اغتيال سليماني. ورغم الردود العسكرية التي أحدثتها في العراق سواء باستهداف منطقة السفارة الأميركية أو القاعدة العسكرية، لا تزال إيران مترددة في فتح جبهة عسكرية مباشرة مع الأميركيين، مستغلة ما اسماهم المرشد الأعلى علي خامنئي في إحدى خطاباته بعد اغتيال سليماني: “مقاتلون بلا حدود”، للقيام بعمليات ضد حلفاء أميركا في المنطقة، وتحديداً في مناطق نفوذها: العراق، لبنان، اليمن، سوريا، مستكملة الأجندة نفسها في تحويل هذه البلدان إلى منصات لمصلحة إيران.

 

 

 

 

تنتظر إيران الانتخابات الرئاسية، فإعادة انتخاب الرئيس دونالد ترامب أو عدمه، من شأنه أن يحدد مصير استحقاقات مقبلة تُعتبر مفصلية بالنسبة إلى إيران: انتخابات رئاسية في إيران وسوريا والعراق العام المقبل، وتليها انتخابات رئاسية ونيابية وبلدية لبنانية في العام 2022، إذاً ان الانتخابات الأميركية ستكون الأكثر أهمية منذ الحرب العالمية الثانية، لما من شأنها تحديد مصير الاقليم والمنطقة.

 

وتحت سقف عدم المواجهة مباشرة، تحاول إيران خوض معركة صمود إلى حين موعد الانتخابات الأميركية وتحقيق ما يمكن تحقيقه من بنك أهدافها، وما اغتيال المحلل السياسي هشام الهاشمي في العراق إلا ضمن مسار معركتها القائمة على اسكات المعارضين، فضلاً عن استكمال أجندتها باستهداف حلفاء أميركا كمحاولات الحوثيين استهداف الرياض. أما في لبنان فانتقلت المعركة بين “حزب الله” وأميركا إلى حرب إعلامية مباشرة وتحركات في الشارع، لا يمكن التنبؤ بنتائجها…

 

لكن أمام المشهد الاقليمي المحتقن وبعد اغتيال الهاشمي، يطرح مراقبون تساؤلات حول إمكان عودة مسار الاغتيالات والعمليات الأمنية في لبنان، خصوصاً أن أحداث عدة بدأت توحي أن هناك من “نكش الأرض” ويحضرها لزرع بيئة مشابهة لحال العراق وسوريا واليمن، وفي الوقت نفسه، لا بد من التوقف عند قضيتين غامضتين مختلفتين من ناحية الأسلوب والحجم، ولم تنته التحقيقات بعد في كشف ملابساتهما: الأولى: “الرسالة الصاروخية” للرئيس سعد الحريري عبر انفجار في بقعة جغرافية قريبة من المكان الذي كان فيه موكبه بقاعاً، والثانية ترتبط بمقتل المصرفي انطوان داغر داخل مستودع في الحازمية، خصوصاً أن لا أخبار جديدة حول ما توصلت إليه التحقيقات الأمنية بشأن داوفع الجريمة ومن يقف خلفها… فهل هناك من يحذّر من استعادة سيناريو العام 2005 وما بعده؟ إن اغتيال الرئيس رفيق الحريري سبقه قبل أقل من سنتين هجوم صاروخي استهدف تلفزيون “المستقبل”… فماذا سيحصد اللبنانيون مما يزرعه غير المزارعين؟ الجواب: إن الارض اللبنانية تحتاج إلى زرع السلم الأهلي لا خوض مغامرات “زراعية” يائسة.