هزّ العصا في وجه بيت الوسط… التوتر «عابر»مع الحريري اذا ضبط التأليف
من دون شك، فان خروج الوضع عن المألوف كان مفاجئاً بين الطرفين، فالمعروف ان العلاقة بين حارة حريك وبيت الوسط محكومة بربط النزاع السياسي من جهة حيث تبين من مجريات الأحداث ان حزب الله متمسك بورقة الحريري في أكثر من محطة ويتمسك به رئيسا للحكومة المقبلة لمسألتين، أولا لأنه الرئيس القادر على التأليف في المرحلة الحالية والقادر أيضا على المساهمة في الحلول الاقتصادية وجلب المساعدات الدولية من جهة ولأنه يؤمن المظلة السياسية والطائفية لعدم حصول تصادم سني – شيعي.
فهي المرة الأولى التي يظهر فيها التوتر في العلاقة بين حزب الله والحريري خلافاً للأجواء التي تحكم العلاقة بينهما منذ فترة طويلة، حيث اعتبرت مصادر المستقبل ان كلام السيد نصرالله نسف كل شيء حكومياً بفارق كبير عن التيار الوطني الحر الذي هللت مصادره للخطاب وعبر بيان الهيئة التأسيسية للتيار عن ارتياح لاستئناف الحوار بين بعبدا والرئيس المكلف لجهة وقرار الحزب المضي بمكافحة الفساد وحماية لبنان وبناء الدولة، وبأن ذلك يعطي فرصة لتزخيم التعاون بين التيار وحزب الله، فهل سقطت الخطوط الحمراء بين حارة حريك وبيت الوسط التي كانت قائمة في السابق؟
أعطي لخطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تفسيرات كثيرة ربطا بالأحداث السياسية وكونه حصل عشية اللقاء السابع عشر بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري ولأنه خصص الجزء الأكبر من الخطاب للشأن المحلي وجه من خلاله رسائل شديدة اللهجة الى حاكم مصرف لبنان وقائد الجيش كما غمز من قناة الرئيس نبيه بري والبطريرك بشارة الراعي، الا ان أبرز الرسائل كانت من نصيب الرئيس المكلف وعنوانها» «اما تشكل حكومـة تكنو سياسية بأسرع وقت والا فالحل بتعويم حكومة حسان دياب، وفد فسر كلام الحريري انه تعويم للعهد ورئيس التيار الوطني الحر لتقديم تنازلات لصالح الحريري.
الا ان خطاب الأمين العام لحزب الله الذي حدد فيه الشروط الحكومية المقبلة أصاب الرئيس المكلف في الصميم لأن حارة حريك أقامت سابقا توازنا سياسيا مع بيت الوسط وبينها وبين بعبدا من جهة أخرى في خضم حرب الجبهات المفتوحة بينهما. وبالنسبة الى المقربين من «المستقبل» رسالة حزب الله في موضوع الحكومة وصلت كما ان التصعيد الأخير لحزب الله لم يستثن أحدا وشمل الجميع.
ملاحظات عدة يمكن التوقف عندها بعد اطلالة الأمين العام لحزب الله الأخيرة وهي ان ما سكت عنه حزب الله من تجاوزات تتعلق بقطع الطرق وترك الدولار على حاله كما في وضع العصي في طريق التأليف لم يعد مقبولا، وملاحظات أخرى حول توتر العلاقة بين حارة حريك وبيت الوسط، فاما ان الحريري يتلمس معالم تغيير وتشدد مفاجىء من قبل حزب الله في عملية التأليف وان الحزب يصطف الى جانب رئيس الجمهورية بدل الاصطفاف في الوسط، او ان ما حصل مجرد مناورات اعلامية ليس أكثر لصرف النظر عن أمور أكثر أهمية، او ان ما حصل انتهى في اطار عملية شد الحبال الحكومية والضغوط، فلا حزب الله في وارد الاطاحة بالحريري ولا الأخير في وارد الاعتذار وترك الساحة لغيره، وعلى الأرجح فان الأيام القادمة ستكون مفصلية بعد لقاء بعبدا التاسع عشر اليوم ومفتوحة على كل الاحتمالات والتطورات في ضوء الانفجار الشعبي الذي سترتفع حدته قريبا اذا لم يتم الاتفاق والدفع من اجل التأليف.