Site icon IMLebanon

الميثاق  

 

 

في الخطاب الاخير للسيد حسن نصر الله قال انه عندما كانت جماعة 8 آذار اقلية و14 آذار اكثرية كنا نطالبهم دائما بحكومة وفاق وطني والآن بما ان 8 آذار أصبحت أكثرية فلا يمكن إلاَّ ان نسعى لتأليف حكومة وفاقية؟

 

هذا وحده يكفي لنترجم ان كل ما يقولونه غير صحيح، فالصحيح الوحيد انهم لم يكتفوا بوضع اليد على البلد بل يريدون الأكثر والأكثر.

 

وهنا لا بد من التذكير بالحالة السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي وصلنا اليها منذ اتفاق الطائف حتى اليوم.

 

أولاً: على صعيد الوضع الاقتصادي، يكفي ان يصل الدين العام الى 86 مليار دولار لنقول ان هذا الطاقم السياسي فاشل بكامله.

 

ثانياً: 42 مليار دولار ديون بسبب الفشل في ملف الكهرباء. وهذا الملف معلوم انه منذ 1993 يوم تسلمه ايلي حبيقة وحتى اليوم لا يتسلم هذه الحقيبة إلاَّ وزير من 8 آذار، يعني ان هذا الفريق هو المسؤول عن الفشل في هذا الملف وعن هذا الدين.

 

ثالثاً: التعطيل، خلال 14 سنة منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في العام 2005 فالحاكم بأمره هو حزب الله. فلا تشكل حكومة إلاَّ بعد جهد جهيد طوال نحو سنة، ثم سنة ونصف حتى انتخاب الرئيس ميشال سليمان. وإقفال مجلس النواب سنتين ونصف السنة، اي نحو عشر سنوات تعطيل في هذه الحقبة! فكيف لا تكون (الدولة مديونة)؟

 

رابعاً: مشاكل المصارف اللبنانية هي بسبب سوء الادارة وبسبب شروط حزب الله وتوزير «الطفل المعجزة» أجبرت البنوك على مد الدولة بالديون التي بلغت 86 مليار دولار. وفي كل مرة كانت الصرخة ترتفع من جمعية المصارف بأنها لن تواصل تديين الدولة إلاَّ اذا صار اصلاح حقيقي بدءًا بملف الكهرباء، نرى السياسيين يقيمون الدنيا ولا يقعدونها ويهددون المصارف وكأنها مسؤولة عن هذه الحال.

 

خامساً: وكأن لبنان لا تكفيه الضغوط الدولية والحروب مع اسرائيل، إذ تحت شعار «مسمار جحا» (وهو تلال كفرشوبا ومزارع شبعا) لايزال حزب الله متمسكاً بالسلاح بذريعة تحرير الأراضي. هنا لا ينكر أحد فضل الشعب اللبنانيين كله، كباراً وصغاراً خصوصاً حزب الله في مقاومة اسرائيل. وهذا أمر طبيعي ان يرفض أي مواطن الاحتلال مهما كان فكيف اذا كان من العدو الاسرائيلي؟

 

وبعد التحرير في العام 2000 فليسمحوا لنا ان نقول ان بقاء السلاح مع حزب الله من دون القبول بالاستراتيجية الدفاعية التي هي مخرج لشرعنة هذا السلاح، ان هذا أمرٌ غير صحي.

 

وهنا نتذكر الرئيس ميشال سليمان الذي طالب بالاستراتيجية الدفاعية وليس موجهاً ضد حزب الله، إنما لإنقاذ لبنان من الضغوط الاميركية التي صنفت حزب الله حركة ارهابية – وهذا ليس سراً. فالأميركي لم يكتفِ بهذا الضغط على الحزب مباشرة، إنما تجاوزه الى المصارف بدءاً بالبنك اللبناني الكندي وحتى بنك الجمال… وهذه العقوبات طاولت الشيعة وأيضاً غيرهم من أبناء الطوائف مثل طوني سعد الذي يأخذ الاموال من جبران باسيل التي مصدرها ايران.

 

كلمة أخيرة نقولها للسيد: أين مناداتك وكلامك قبل أيام قليلة بحكومة الوفاق الوطني؟ وهل ان تسمية البروفسور حسان دياب من قبل الشيعة وجماعة جبران باسيل تكون ميثاقية؟!